إذا كانت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية هي الذراع التنموية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فربما يكون برنامج العمل مع الأشخاص من ذوي القدرات الخاصة هو القلب النابض بالحب في هذا الجسد لرعاية هذه الفئة، من منطلق رؤيتنا بأهميتهم ليتمتعوا بحقوقهم ويندمجوا ويشاركوا في الأنشطة الحياتية بفاعلية في الكنيسة والمجتمع.

تُعتبر رسالتنا في دعمهم وتأهيلهم، وتمكين أسرهم، لتسهيل دمجهم في المجتمع وحصولهم على كافة حقوقهم من التعليم والصحة والحياة الكريمة.

وتتمثل أنشطة برنامج قم وامشِ في عدّة أقسام تُقدَّم من خلالها البرامج التأهيلية مثل قسم لغة التواصل الذي يقدم خدمات التخاطب للأطفال وللأشخاص ذوي القدرات الخاصة الذين يعانون من مشكلات لغوية، وتُقدَّم من خلال مجموعة من الأخصائيين ذوي الكفاءة، وتُقدَّم على مستوى جميع المشكلات اللغوية التي يمكن أن يعاني منها الطفل مثل مشاكل اللغة والكلام، ومشكلات التواصل المكمّل والبديل للغة، والتعامل مع بعض الحالات بلغة الإشارة. هذا بالإضافة الى الخدمات التدريبية التي تُوجَّه إلى أولياء الأمور والخدام العاملين في مجال ذوي القدرات الخاصة.

ويقدم المركز خدمات متكاملة من استقبال للحالات، وتقديم المشورة للأسرة، وعمل جميع الاختبارات والتقييمات المناسبة التي يحتاجها الطفل. ويعمل قسم التمكين الأسرى على تقديم خدمات تنمية المهارات للأطفال من خلال وحدة التدخل المبكر، ووحدة الإرشاد الأسرى، ودعم الأطفال للالتحاق بالمسار التعليمي من ذوي صعوبات التعلم وما قبل الأكاديمي.

ومع تقديم برامج لإدارة السلوك وحسب احتياجات كل طفل، حتى يمكن لهؤلاء الأطفال أن يندمجوا في المجتمع بعد تنمية مهاراتهم وقدراتهم، والوصول الى أكبر قدر من الاستقلالية.

يقدم برنامج قم وامشِ خدمة متخصصة للأشخاص من ذوي الكفّ البصري من خلال وحدة متخصصة لديها إمكانية طباعة المناهج التعليمية والملازم الدراسية بطريقة برايل، وتقديم الدعم لخدمة ذوي الكفّ البصري بالإرشاد والتوجيه والدعم النفسي، والتدريب على المهارات الاجتماعية والمهنية إن احتاج الشخص.

ويقدم قسم الأجهزة التعويضية خدمات للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية لتسهيل حياتهم، وتمتعهم بالاستقلالية، ومشاركتهم في أنشطة الحياة المختلفة، بتوفير حصولهم على الأجهزة والوسائل التعويضية من كراسي وأطراف صناعية وأجهزة لحالات أطفال الشلل الدماغي، فالدمج الفعلي لهؤلاء الأشخاص يبدأ من إتاحة البيئة المحيطة وتقليل معاناتهم.

ويسعى برنامج قم وامشِ إلى العمل مع الأشخاص ذوي القدرات الخاصة من البالغين بتدريبهم على مهارات مهنية من خلال ورش محددة تناسب قدراتهم وميولهم، وتمكينهم من مهن لمساندتهم لبدء مشروع اقتصادي أو التوظيف من خلال نسبة 5% من التوظيف بالقانون الجديد، مع السعي بتقديم خدمات وإلحاقهم بأعمال تناسب هذه القدرات، بتقديم الدعم الفني لاكتساب المهارات والمراحل الخاصة بالمهنة.

وحاليًا يتم انشاء وحدة متخصصــــــة للعمــــــــل مع الأطفال الاوتيزم بإنشاء غرفة حسّية وبرامج متخصصــــــــة يُقدَّم من خلالها خدمات تدريبية وتأهيلية وعلاجية.

كما يتم تطوير وحدة العلاج الطبيعي والتي يشرف عليها طبيب متخصص للعمل مع الأطفال.

بالإضافة الى التدريبات المتخصصة التي ترفع كفاءة الخدام العاملين في مجال ذوي القدرات الخاصة.

ولا يسعنا في النهاية إلّا أن نقدم الشكر إلى أحد رموز العمل في مجال الإعاقة، وجهدها ومثابرتها من خلال خدمتها لسنوات طويلة، وهي الأخت راعوث عمّا قدمته من خدمتها لبنيان هذا الصرح، وشكرًا لكل الأخصائيين والعاملين بالمركز على ما يقدمونه من خدمة خالصة حقيقية لتصبّ في مصلحة أولادنا من ذوي القدرات الخاصة.

وشكرًا لكل من دعم هذا العمل لكي يستمر ويثمر ويصبح نموذجًا تقدم به الكنيسة واجبًا إنسانيًا ووطنيًا في دعم الأشخاص ذوى القدرات الخاصة.