توجو دولة فرانكفونوية تقع في غرب أفريقيا، مجاورة لدولة ساحل العاج التي تأسست فيها أول كنيسة قبطية في عام 1997. ومن هنا ظهر الاحتياج الشديد لكاهن قبطي ضليع في اللغة الفرنسية.

الصلاة والبحث عن كاهن قبطي ضليع في اللغة الفرنسية لكي يبدأ تأسيس أول كنيسة في غرب أفريقيا Francophone.

"اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله إلى حصاده"

وضعت الأمر في الصلاة بلجاجة، وحيث كنت في صيف عام 1999 مشغولًا في مؤتمرات الميدويست الأمريكي للشباب فوجئت بحضور القمص يوحنا رمزي راعي الكنيسة القبطية في فلوريدا يطلب مني الخدمة في كنائس أفريقيا وكان جادًا في طلبه، وأخذ بركة قداسة البابا للسفر لجنوب أفريقيا في أواخر عام 1999. وأقام معنا في جوهانسبرج أسبوعين للتعرف على العمل الكرازي ثم سافر إلى أبيدجان في ساحل العاج وأُعجِب بها جدًا وطلب من قداسة البابا النقل إلى أبيدجان.

بدء خدمة الكنيسة القبطية في توجو.

وتلقى القمص يوحنا رمزي اتصالًا من ثلاث عائلات من الأقباط الأطباء مقيمين في لومي عاصمة توجو، وسافر إلى هناك أول مرة في 2001، وأعجب جدًا بروحانية الشعب التوجوليزي واشتاق أن يبدأ عملًا كرازيًا مع التوجولين. ثم استأجر بيتًا من طابقين في العاصمة لومي، الكنيسة بالدور الأسفل والمبيت بالأعلى، وكان يذهب إليه دوريًا لخدمة التوجوليين والأقباط. واستطاع جذب الناس بسبب كفاءته في اللغة الفرنسية وعمق معرفته بالكنيسة القبطية. ثم قمنا بتسجيل الكنيسة القبطية هناك رسميًا وسط فرحة كبيرة.

وكانت زيارتي الأولى لدولة توجو في 1987 حيث كنت أشغل مركز نائب رئيس مجلس كنائس كل أفريقيا، وقد كان ذلك لحضور الجمعية العمومية لهذا المجلس، وكان وفد الكنيسة يشمل نيافة الأنبا بنيامين ونيافة الأنبا سيرابيون لحضور المجلس والذي يُسمّى AACC.

ووجد القمص يوحنا هناك اشتياق شديد من شعب توجو للكنيسة القبطية، فسافرت معه إلى توجو حيث عمدنا الكثير من شعب توجو، كما رسمنا شمامسة أيضًا وذلك في فبراير 2002، كما قابلنا كاردينال الكنيسة الكاثوليكية هناك.

وعلى الرغم من الظروف الصحية للقمص يوحنا إلا أنه بمساعدة أبينا القس جابرييل كاهن أبيدجان قاما بدعوة شعب توجو للحضور إلى ساحل العاج للصلاة وحضور القداسات. ثم بدأت القوافل الطبية من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة التوافد على توجو.

زيارة رئيس توجو إلى مصر 2016

حدثت زيارة الرئيس التوجولي في أواخر عام 2016 لمصر حيث قابل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي، وقد حضر معه عدد كبير من المسئولين التوجولين. وكما طلب أيضًا من البابا مساعدته في قضاة خلوة روحية بأحد الأديرة المصرية للتعبد واتباع نهج الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس وقد ساعده البابا في ذلك.

وما أن علم القمص يوحنا وهو في كندا حتى نزل مصر ومعه مسودة لقداسة البابا لكي يوقعها ويعطيهه لرئيس توجو لإعطاء الكنيسة أرضًا في توجو لبناء كنيسة قبطية هناك، ولبناء مراكز للتنمية البشرية لمساعدة الشعب التوجولي والنهوض به، وأيضًا لبناء مركز صحي.

وقد رحب البابا بهذه الفكرة، وبعدها ذهب القمص يوحنا إلى توجو وقدّم الطب في مكتب الرئيس، وقوبل الطلب بالترحيب الشديد من قبل الرئيس التوجولي، وبالفعل قام بإعطاء الكنيسة أرضًا في موقع متميز جدًا في قلب العاصمة لومي.

عاد بعدها الرئيس التوجولي مرة أخرى إلى مصر للخلوة وذلك في فبراير 2017، وقام الرئيس التوجولي بتسليم حجة ملكية الأرض لقداسة البابا بنفسه، وهي حوالي 12.500 متر مربع في قلب العاصمة لومي. ثم قضى بعدها أسبوعًا في مركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي، وبرفقته القمص يوحنا رمزي وأبونا اسطفانوس.

وبعد انتهاء زيارته لمصر عاد إلى توجو مرة أخرى، وطلب من القمص يوحنا زيارته هناك وذلك لترتيب بعض الأمور المستقبلية، وأنعم عليه بالجنسية التوجولية وباسبورت دبلوماسي.

وسنبدأ بنعمة ربنا إكمال سور الأرض والبوابات ثم نبدأ في تعمير الأرض بعدها في أقرب فرصة.