اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4915 يناير 2021 - 7 طوبه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 1-2

اخر عدد

العذراء في الميلاد

نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام

15 يناير 2021 - 7 طوبه 1737 ش

إن الأيقونة الحديثة لميلاد السيد المسيح لا تعبِّر تعبيرًا لاهوتيًا دقيقًا بقدر ما كانت تعبّر به الأيقونة القديمة، فالأيقونات الحديثة للميلاد قليلة المعاني اللاهوتية والعقائدية، وتميل إلى الجانب الاجتماعي العاطفي، أمّا الأيقونات القديمة للميلاد فهي تعليمية عميقة الفكر.

نشاهد أعلى، نجم المشرق يصبّ بنوره على المولود مخترقًا الصخور دليل قوة لاهوته، وأنه النور الذي أشرق في الظلمة. وعلى اليمين أعلى، ملاك يبشر الرعاة المتبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، أحدهم يمسك بالمزمار ليزمّر بالنبوات القديمة ويعلن مجيء المخلص المسيا، وآخر يمسك بالعصا ويرتدي جلد الغنم، ليعلن عن الراعي الصالح حمل الله الذي سيرفع خطية العالم كله، وعلى اليسار نجد جمهور الملائكة يسبحون «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» (لو2: 14).

أما العذراء المضطجعة، فعلى يسارها الطفل المُقمّط الموضوع في مذود مثل التابوت، لأنه وُلِد لكيما يموت عنا، والعذراء ملكة عن يمينه لأنه الملك. وهناك ثورٌ وحمارٌ يتطلّعان إليه، إنهما يعبّران عن الشعب اليهودي الذي لم يدرك مجيء المسيا بحسب نبوءة إشعياء «الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم» (إش1: 3).

ولم ينسَ الفنان أن يضع مايعبر عن ألوهية السيد المسيح من صليب داخل هالته، والحروف الدالة على أنه أزلي أبدي.

ونرى العذراء تستلقي على وسادة على شكل حبة القمح، لأنها ولدت خبز الحياة، وتلتفت بنظرة العتاب هناك حيث يجلس يوسف النجار مطرقًا برأسه إلى أسفل، يفكر في هذه الأمور (مت1: 20)، والشيطان أمامه يشكّكه في بتولية السيدة العذراء، وهو في شكل رجل ذميم يرتدي ثياب الحملان، ولكنه من داخل ذئب مختطف، وأصبح يوسف على وشك أن يخلّيها سرًا، لولا ظهور الملاك له.

وهناك ثلاثة من المجوس يقدمون الهديا: الذهب رمز أنه ملك، واللبان لأنه رئيس الكهنة، والمر لأنه سيتألم عنا ويُصلب من أجلنا. وأشكال المجوس تسترعي النظر!! فالأول كبير السن، والثاني متوسط العمر، والثالث صغير السن، يرمزون لأعمار البشرية كلها، قديما ووسطًا وحديثًا. وأحيانًا يظهرون الأول أسود اللون، والثاني أصفر اللون، والثالث أبيض اللون، بمعنى أن كل أجناس البشرية فرحت بميلاد المخلص، ولأنه أتى لخلاص العالم كله.

إن الفنان المسيحي عاش قصة الميلاد حتى في الحكايات التقليدية المرتبطة بها، فلم يغفل قصة حميم المسيح التقليدية في الجرن الفخاري، بواسطة سالومي ورفيقتها التي تصب الماء، إن الفنان هنا كان أمينًا في عرض قصة الميلاد بكل جوانبها.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx