اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4915 يناير 2021 - 7 طوبه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 1-2

اخر عدد

مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المُقَدَّسة إلى أرض مصر:
زيارة العائلة المُقَدَّسة لموقع دير الأنبا صرابامون الأسقف والشهيد، بديروط الشريف (الحلقة الثانية)

مدحت حلمي تادرس

15 يناير 2021 - 7 طوبه 1737 ش

يبدو أن بعض النُساخ الذين قاموا بنسخ المخطوطات العربية القديمة، التي تحتوي على ميامر رحلة العائلة المُقدسة إلى مصر، قد اختلط عليهم الأمر في اسم قرية «تيروت صرابامون»، التي حلت مكان قرية «فيلياس» القديمة (التي زارتها العائلة المُقدسة)، فظنوا أن اسم مدينة «نيقيوس»، التي كان الأنبا صرابامون الشهيد (صاحب الدير) أسقفًا عليها (والتي كانت بالوجه البحري)، هو اسم لقرية «تيروت صرابامون» هذه، فذكروا جهلًا منهم بالمواقع الجغرافية، اسم قرية «فيلياس»، بأسماء كثيرة، مُشتَقة ومُحَرَّفة من إسم مدينة «نيقيوس»؟!؛ حيث جاء في ميمري 21 طوبة، و6 كيهك، المنسوبين إلى البابا ثاؤفيلس الإسكندري (385-412م)، على لسان السيدة العذراء، ما يلي (بعد التصحيح اللُغوي): «فخرجنا [من الأشمونين]، وأصعدنا [ناحية الصعيد] قِبلي المدينة قليلًا، [إلى] موضعٍ يُسَمى فيكس (في ميمر 6 كيهك: ايفوس؛ بقيوس)، وكان أهل ذلك المكان، مُحِبين للبشر جدًا؛ وأقمنا في ذلك المكان، أيامًا كثيرة، [ولذا بارك ابني الحبيب، هذا المكان، قائلًا:] إن اسمي، واسم أمي العذراء، يدوم في هذا الموضع، إلى الأبد؛ وصنع قوات كثيرة هناك لا تُحصَى، وكان كل من في المدينة من المرضى، والقُرى التي حولها، يأتون إلينا جميعهم، ويَهب لهم الشفاء بتحننه العزيز، ورأفته الكثيرة؛ وبعد ذلك أيضًا سمع بنا إنسان اسمهُ ديانوس (قِيلَ أنه من مدينة الأشمونين)، وكان تاجرًا (في ميمر 6 كيهك: نجارًا)، ويعرف يوسف من زمان كبير، لأنه كان [قد] لاقاهُ في أورشليم، وأقام عنده؛ فجاء إلينا، وسألنا بالأكثر [عن أحوالنا]، ومضى بنا إلى بيته؛ وكان له ابنُ وحيد، اسمه ديوغانس، وكان به شيطان ثقيل جدًا، وذلك الشيطان، لما دنونا عابرين من باب البيت، صَرَعَ الصبي، وللوقت صرخ بصوتٍ عظيم [قائلًا:] ما لك ولي، يا يسوع الناصري، أجِئتَ إلى ها هنا لِتُهلِكنا؟، قد تركنا لك أورشليم، وكل تُخُومها، فأتيتَ [إلى] ها هنا يا ابنُ الله لِتُهلِكنا!. فلما قال الشيطان هذه [الأقوال]، نَهَرَهُ ابني الحبيب، وللوقت خرج من الصبي، وَبَرُأ؛ ولوقتهِ سجد لنا مع أبيه، قائليْن: طوبى لنا نحن الخُطاة، الذين استحقينا حلول الإله في أرضنا. وأن ابني الحبيب باركهما؛ وأن الأوثان التي كانت لهم (أي لأهل المدينة) سقطت للوقت؛ وأن عُظماء المدينة لما رأوا سقوط آلهتهم غضبوا، وأرسلوا شُرطًا، وأمسكوا صاحب المنزل، الذي كنا مُقيمين فيه، وهو الذي شَفَى ابني وَلَدُهُ؛ وقالوا له: أين الناس الذين نازلين عندك؟ وضَيِّقوا عليه؛ وأنه قال [لهم:] مُنذ ثلاثة أيام، توجهوا إلى حال سبيلهم، ولم أعلم [إلى] أين مضوا!. ولما كان المساء، أتى، وأعلمنا بذلك؛ فحصل لنا خوف كثير، وقُمنا سَحَرًا، ولم نزل ماشيين إلى [أن] وصلنا إلى القُرب من قُصقام».

وجاء أيضًا في ميمر الصخرة، المنسوب إلى البابا تيموثاؤس الثاني (455-477م)، والذي يُقرأ في 21 طوبه، على لسان السيدة العذراء، ما يلي (بعد التصحيح اللُغوي): «وأخذنا الشيخ يوسف، [إلى] بيت خليله، [وهو رجلُ] نجار يُسَمى ديانوس، وكان قد جاء [أولًا] إلى أورشليم، في وقتٍ [سابق]، فتصادق [هناك] مع يوسف؛ ولما أتينا إلى قبلي، فَقَبِلنا إليه؛ فوجدنا كثيرًا من مرضى المدينة، يحملونهم إلى بيت ذلك النجار، فَيُحَمّوهم في مكان يُدعى فيقش (وفي مخطوطات أخرى: فيقس)، [حيث توجد] عين ماء، كانت تحت عمود، فَيُعافوا [من أمراضهم]؛ ولما مضيتُ إلى ذلك المكان، مع يسوع ابني، [لكي] أنظر أعجوبة العمود، فَخَضَعَ [ذلك العمود] إلى أسفل، وسجد لابني (كذا؟!)، فخرج الأمر من ابني، أن يكون اسمي، [واسمه]، في ذلك الموضع، كمثل هذه الصخرة [التي في جبل الكهف]؛ وأن الشيخ ديانوس حَسَّ بالنعمة، التي خصني بها [ابني، في] ذلك العمود؛ فاتفق قولهما [أي يوسف وديانوس] مع بعضهما البعض، [أنه قد حدث] بتاريخ تلك السنة، التي ولدتُ ابني فيها، فأشرق شُعاع نِجمَهُ، في ذلك الموضع، ويَدِلُ عليه تِذكار ميلادي [لابني الحبيب]، في كل كورة مصر؛ ولم أجد موضعًا، يَدِلَني على [خبر] استعلان [نِجم] ابني [في هذا الموضع، مُبَشِرًا] بأنني ولدته، سوى [في] ذلك المكان».

أما ميمر حلول العائلة المُقَدَّسة بجبل القوصية ودير المُحَرَّق، والمنسوب إلى الأنبا قرياقص أسقف البهنسا (571-644م)، والذي يُقرأ في 7 برمودة (بحسب نص المخطوط 263 عربي، بباريس)، فقد جاء فيه على لِسان السيدة العذراء، ما يلي (بعد التصحيح اللُغوي): «وبالأكثر تلك القرية التي هي قِبلي البلد (أي قِبلي مدينة الأشمونين)، التي أقام فيها آياتٍ كثيرة، إلى كمال سنتين، وتلك [الآيات صنعها] في ذلك الموضع، وشفى أمراضًا كثيرة من الناس، وشهد قائلًا: لابد أن تُبنى ها هنا كنيسة، على اسمي، وعلى اسم أمي العذراء، ويَدعونها قيقوس، [أو] كنيسة القيقوس، التي يُدهَن فيها بالزيت، واللقان الذي حُمَّ (اغتسل) فيه، يكون ها هنا إلى الأبد (ما زال اللقان موجودًا في أرضية الكنيسة حتى اليوم)، لأن كثيرين من الشعوب، يأتون إلى ها هنا، وينالون غُفران خطاياهم، ويُشفَون من أمراضهم؛ وبعد هذا صعدوا إلى [نحو الجنوب، من] أرض مصر، إلى أن وصلوا إلى القوصية».

أما كنيسة الأنبا صرابامون الحالية بالدير، والتي يُوجد بها جزء من رفاته، فقد تم إعادة بنائها، في نحو القرن الثامن عشر الميلادي، حيث أنها من طراز الاثنتي عشرة قبة (غير أن بعض القِباب، قد أُزيلت فيما بعد، وحل مكانها أسقف مستوية)؛ أما بقايا الأعمدة الجرانيتية، التي تخلّفت من آثار الكنيسة القديمة المُندثرة، فقد جُمِعَت ووُضِعَت، بجوار شجرة الآثل السابق ذِكرها؛ (كما يُوجد ثلاث كنائس أخرى حديثة بالدير، إحداها تُسمى كنيسة الآباء، وهي داخل مقبرة الآباء الكهنة، والثانية هي كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، بأعلى مبنى الخدمات بالدير، والثالثة على اسم السَيِّدة العذراء)؛ ويحتفل الدير بعيد استشهاد القديس صرابامون، في 28 هاتور (صباح يوم 7 ديسمبر).

وكان المرحوم بطرس باشا غالي، قد زار قرية ديروط الشريف، في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلادي، أو في مطلع القرن العشرين، ونزل في ضيافة كبير أعيانها حينذاك، المدعو «مرقس باشا»، فأخذه هذا الباشا الكريم، لزيارة دير الأنبا صرابامون، البعيد عن القرية في الحقول، وذهب كلاهما إلى الدير، بواسطة الدواب، فعاتبه بطرس باشا غالي، لعدم الاهتمام بالطريق المؤدي إلى الدير، الذي لا تستطيع السيارات السير فيه، وأيضًا لعدم وجود كنيسة، بالقرية نفسها، تليق بمكانة مرقس باشا المذكور، فما كان من مرقس باشا بعد هذه الزيارة، إلا أنه اهتم بالطريق المؤدي للدير فتم تمهيده، وفيما بعد تم رصفه بالأسفلت. كما قام مرقس باشا المذكور، ببناء كنيسة فخمة في القرية، على اسم الأنبا صرابامون (وقد تم هدمها مُنذ خمس عشرة عامًا، وأُقيمت مكانها كاتدرائية جميلة على اسم القديس، وأثناء تشطيبها كان شعب القرية يُصَلِّون، بكنيسة خشبية على اسم القديس أيضا، وبهذه الكنيسة أيضًا يُوجَد جُزء من رفات القديس).

المصادر:

مخطوطات رحلة العائلة المُقَدَّسة: رقم 170 عربي، بالفاتيكان، بالورقة 206ظ- 207ج؛ ورقم  698 عربي، بالفاتيكان، بالورقة 118ج؛ ورقم 155 عربي، بباريس، بالورقة 101 ج/ ظ؛ ورقم 263 عربي، بباريس، بالورقة 141 ظ، 142ج؛ ورقم 109 بالمركز الفرنسيسكاني، بالموسكي بالقاهرة، بالورقة 15ظ-16ظ؛ ومخطوط ميامر وعجائب العذراء، بمكتبة القُمُص أيوب مسيحة بأسيوط، بالورقة 206ظ، 207ج.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx