اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون10 مارس 2017 - 01 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 9-10

اخر عدد

بيت الآب

القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو

10 مارس 2017 - 01 برمهات 1733 ش

في مَثَل "الأب الحنون" الذي ذَكَرَه السيّد المسيح في (لو15) والمشهور بمَثَل "الابن الضال".. نودّ أن نقِف قليلاً لنتأمَّل في "بيت الآب".. والذي يمثِّل الكنيسة..

+ هو بيتٌ لا يفرغ منه الخير والعزّ والحُب، والفرح والأمان والسلام.. وحتّى الأُجَراء فيه يَفضُل عنهم الطعام.. وقد انتبه الابن الضال لهذا بعدما خرج منه وصار فقيرًا شريدًا مُهانًا..

+ المفروض أن نتمتّع في هذا البيت بالشركة مع الله وقديسيه.. فهو بيت العائلة الإلهيّة التي دُعِينا لعضويّتها كهِبة من الله محبّ البشر..

+ في داخل بيت الآب نجد خدمة رفيعة المستوى..  فهناك مَن يُجَهِّز لنا الحُلّة الأولى، فنلبس برّ المسيح.. وهناك مَن يضع الخاتم في أيدينا، ويُعيد لنا سلطاننا.. وهناك مَن يُناولنا من العِجل المُسمَّن فنتلذّذ ونشبع..

+ العجيب في هذا البيت أنّه بيت لنا فيه ملء الحرّيّة.. ويمكن أن نتركه وقتما نشاء.. لا إجبار أو قيود..

+ إذا تركنا بيتَ الآب سنشعُر في البداية بالانطلاق والحرّيّة، ولكنّنا في النهاية سنجد أنفسنا قد خسرنا خسارة فادحة، وافتقرنا جدًّا، فنندم كثيرًا..

+ أفضل قرار يمكن أن نتّخذه في حياتنا هو العودة لبيت الآب، حتّى ولو كخدّامين.. مع أنّ الآب لن يستقبلنا إلاّ كأبناء لهم مكانتهم العظيمة.. فالحقيقة أنّ البُعد عن بيت الآب هو ضلال وموت، والعودة بالتوبة هي حياة جديدة وقيامة من الأموات..!

+ من المؤسِف أنّ بعض الأبناء مِن الذين لهم مكانهم في بيت الآب، لا يستمتعون بخيرات بيت الآب ولا بوقتهم مع أبيهم، بل يشتهون أن يخرجوا لقضاء الوقت مع أصدقائهم ظانّين خطأً أنّهم سيفرحون خارج البيت.. وهُم لا يعلمون أنّ في الخارج سراب وجوع ومَذَلّة وضياع..!

+ أحيانًا يكون الموجودون في بيت الآب ليسوا بأفضل من الذين في الخارج، إذا كان الكبرياء يسيطر عليهم مع روح الإدانة والبُغضة.. وقد تنتهي بهم الأمور إلى الهلاك، بينما يعود الضالّون إلى حضن أبيهم الذي افتقدوه لفترات طويلة، وتكون النتيجة أنّهم يستمتعون بحُبِّهِ وخلاصه.. وهنا تنطبق عليهم كلمات السيّد المسيح «إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ» (مت8: 11-12). فلا نتعجّب إن رأينا في بيت الآب بعض الأبناء المُعوَجِّين مِثل الابن الأكبر، ومع ذلك لا يزال الآب يحتضنهم بحبّه ويغمرهم بخيراته.. عمومًا ليكُن تركيزنا في بيت الآب على الآب نفسه، والتمتّع بينابيع محبّته وفيض غِناه، وليس إدانة أيّ أحد من الموجودين في البيت..!

+ أخيرًا، من الخطر أن نبتعد لفترات طويلة من النهار عن بيت الآب، معتمدين أنّنا سنعود للمبيت في آخِر النهار.. فهذا البُعد قد يتطوّر إلى امتناع تام عن الدخول، وبالتالي حرمان من شركة الحياة والفرح مع الله.. ولعلّ هذا يتمثّل في الذين يغرقون في الدنيا وملاهيها، أو حتّى ينشغلون بالخِدمة على حساب المواظبة على حضور القدّاسات واجتماعات الكنيسة والاهتمام بمخدع الصلاة، على اعتبار أنّهم سيقومون بذلك في وقت لاحق.. ومع مرور الوقت تجفّ مشاعرهم الروحيّة وتموت فينقطعون تمامًا.. ويحرمون أنفسَهم بأنفُسِهم من جمال وغِنى بيت الآب، وبالتالي من شركة الحياة الأبديّة..!



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx