ذكرنا في عدد سابق أن من محتويات القانون الروحي للنفس المتبتلة لله، أو المكرّس 1- السيد المسيح.. نستكمل موضوعنا..

2- الإنجيــــل:

+ فنجتهد أن نشبع بالإنجيل بدون فلسفة، بل نسعى لأن نتلامس فيه مع المسيح.. (بمعنى أن الإنسان يفتح الإنجيل.. ويفتح قلبه.. ويفتح ذهنه.. ويفتح أذنه).. ليسمع ماذا يقوله المسيح له كل يوم.. (بمعنى أنه فهم وبعد ذلك أطاع)، لأن فتح الأذن معناه الطاعة «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» (1صم3: 10)..

+ ففي الصباح -كجماعة- نقرأ أصحاحًا من العهد الجديد، وفي المساء ثلاثة أصحاحات من العهد القديم (وهنا سوف نقرأ الكتاب المقدس كله في سنة). مع دراسة تفسير سفر في كل شهر، وهكذا يليق لأي جماعة أن تعمل مثل جدول وتسير عليه وتنفذه، وعندما أجد نفسي قصّرت أسرع لأمشي مع أخوتي.. فهذا نوع من القانون.. نوع من الضوابط.. بحيث أن يكون كل واحد منضبطًا وغير منفلت.. فمن الممكن أن نتفق ونلتزم، فنتابع أنفسنا، ونتابع بعضنا البعض بمحبة..

3- قراءة بستان الرهبان:

- القراءة الفردية، يجد فيها المكرس تهذيبًا للنفس وقدوة في الحياة البتولية.. والقراءة الجماعية حيث يقرأ في الجماعة التكريسية التي تحيا حياة الشركة، أثناء مائدة الطعام، أو أثناء إعداد القربان والخبز، فيقرأ منه أجزاء تباعًا، أو سماعه أثناء القيام بعمل مشترك، فيجد فيه نماذج يُحتذى بها ويتعلم منها، فعلى قدر حلاوته عندما يقرأه الشخص بمفرده.. على قدر قوته في القراءة في وسط الجماعة..

فعندما يقرأ البستان بعينيه وهو كسلان، لا تكن له قوة القراءة في وسط الجماعة.. لأنه وسط الجماعة:

1- يستعمل ثلاث حواس (عينيه ولسانه وأذنيه).

2- يشغل حاسة روحية (وهي حاسة الانتماء للجماعة).. لأن كلهم يفكرون في البتولية.. كلهم يقرأون البستان،.. فهذا يعطي قوة خاصة في قراءة البستان..

3- يمكن أن يحدث منه حوارات صغيرة ومناقشة إن لم يفهم أحد شيئًا ما.. عندما يقرأه بمفرده، أو يقرأ مع إخوته.. وعندما نقرأه نشعر بالتبكيت بسبب تقصيرنا الروحي، أو في خدمة الآخرين.

البستان جبار، لأنه يقدم قمم الحياة الرهبانية.. وقمم التعليم الرهباني.. لنتعلم منها.