اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4929 يناير 2021 - 21 طوبه 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

الخادم وروح الأبوة 2

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

29 يناير 2021 - 21 طوبه 1737 ش

نستكمل حديثنا عن الخادم وروح الأبوة التي سبق وتحدثنا عن أهميتها للخادم ونقلها للمخدوم، إذ تمثل احتياجًا أكثر من أي تعليم، لأن من خلالها يصير التعليم أمرًا سهلًا يقبله المخدوم بكل فرح وتجاوب. ونستطيع أن نقول بكل فخر واعتزاز إن أعظم ما يميّز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الأبوة، إذ تجد أن أكثر لقب محبوب لديها هي كلمة "أبونا"، وأكثر ما يجذبنا في أي خادم أو كاهن هي أبوته، أكثر كثيرًا من عظاته وأقواله.

وهنا نعرض بعض نماذج لنتعلم منها أصول الأبوة وكيفيتها...

1) أبونا إبراهيم

لننظر إلى أبوة أبينا إبراهيم الذى أخذها من الله إذ جعل من أبوته عهدًا إلهيًا «أمّا أنا فهوذا عهدى معك، وتكون أبًا لجمهور من الأمم» (تك17: 5).

تجلّت أبوة أبينا إبراهيم وهو يشفع في هلاك سدوم، إذ يتجاسر ويخاطب الله بدالة البنوة معه، وبروح الأبوة في أهل سدوم «حاشا لكَ أنْ تفعَلَ مِثلَ هذا الأمرِ، أنْ تُميتَ البارَّ مع الأثيمِ، فيكونُ البارُّ كالأثيمِ. حاشا لكَ! أدَيّانُ كُلِّ الأرضِ لا يَصنَعُ عَدلًا؟» (تك18: 25).

ورأينا أيضًا أبوته مع لوط الذى عامله بمثابة ابنه، رغم أن لوطًا كان يتعامل بكل أنانية وكبرياء وعناد وتجاوز، إلّا أن أبينا إبراهيم بروحه الأبوية استمر في أبوته، وتجلّت أبوته في احتماله لضعفات لوط الذى اختار لنفسه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي، فاختارها وخسر كل شيء. وحين سمع إبراهيم بأسر لوط لم يحتمل ولم يسترح قلبه الأبوي، وبينما لوط مسبي أسرع لإنقاذه.. هذه هي الأبوة التي لا تطلب ما لنفسها، بل تبذل نفسها لتفدي أولادها.. الأبوة التي من الله التي تفتخر فيها الرحمة على الحُكم.

2) أبوة داود النبي

ظهرت أبوة داود النبي في مشاعرة الرقيقة تجاه الضعفاء والخطاة وأهل بيته، وظهرت بالأكثر مع أبشالوم ابنه إذ رأينا مشاعر الأبوة الحانية الطبيعية رغم مكائد أبشالوم وحثّ الشعب للانقلاب ضده، وسعيه لانتزاع الملك منه، إلّا أن داود في حنان الأبوة طلب من قادته «ترفّقوا لي بالفتي أبشالوم». لم تكن هذه وصية ملك ولا قائد حرب، بل وصية أب حنون يتطلّع إلى ابنه العاق كصبي يحتاج إلى حنان الأبوة. وحينما علم بخبر موته انزعج وصار يبكي ويقول: «يا ابني أبشالوم.. يا ابني أبشالوم.. يا ليتني متُّ عِوضًا عنك يا أبشالوم ابني يا ابني» (2صم18: 33).

هذه الأبوة التي تعلمنا إياها الكنيسة تجاه كل إنسان غضوب عاصٍ أو متمرد، إذ تعتبره كصبي صغير يحتاج إلى حب لعلاجه لا إلى مقاومته.

كما رأينا في شفاعة عاموس النبي «قلت: أيها السيد الرب كيف يقوم يعقوب فإنه صغير؟» (عا7: 5).

عزيزى الخادم.. لنتعلم الأبوة التي لا تتوقف على صلاح المخدوم، بل على نعمة الأبوة التي بسعة صدر تتحمّل تجاوزات المخدوم.

وللحديث بقية...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx