اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 4926 فبراير 2021 - 19 امشير 1737 ش     العدد كـــ PDFالعدد 7-8

اخر عدد

مشاهير الأقباط عبر العصور مشاهير الصيادلة في العصر الحديث

زكريا عبد السيد

26 فبراير 2021 - 19 امشير 1737 ش

الدكتور ثروت باسيلي

هو أحد أراخنة الكنيسة القبطية في النصف الثاني من القرن العشرين، ووكيل المجلس الملّي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عدّة دورات، وعضو مجلس الشورى الأسبق، وأحد أكبر مصنّعي الدواء المصري..

من هو الدكتور ثروت باسيلي؟

وُلد ثروت باسيلي في 14 سبتمبر عام1940 بمحافظة المنيا، كان والده يعمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، وقد اهتم بتربية اولاده الذين بلغ عددهم 11 ابنًا وابنة، وكان ثروت هو أكبر البنين.

وكان ثروت من المتفوقين دراسيًا طوال حياته، حتى أنه حصل على الدرجة النهائية في مادة الكيمياء في امتحان البكالوريوس، ونجح وقتها في الحصول على منحة مجانية التعليم في كلية الصيدلة-جامعة القاهرة، وكانت تُمنَح فقط للمتفوقين دراسيًا، ثم حصل على بكالورويوس الصيدلة من جامعة القاهرة عام 1961؛ وأمّا والده فقد سافر إلى السماء في 30/6/1988.

ثروت باسيلي وبداية الانطلاق:

بدأ ثروت حياته من الصفر، فقد أنشأ صيدلية في مدينة أسوان أسماها "صيدلية ثروت"، واستمر يدير هذه الصيدلية حتى وفاته. وخلال فترة لاحقة افتتح مكتبًا علميًا بسيطًا لتوزيع بعض الأدوية على بعض الشركات الأجنبية، ثم توسع المكتب حتى صار شركة آمون. وقد تزوج من السيدة إيزيس فوزي شنوده، وأنجب أولاده: إيليا، جورج، نيفين، منى.

ثروت باسيلي رجل الصناعة الوطني:

في عام 1967م -وبعد حرب 67- حدث نقص شديد في الأدوية، مما عرّض حياة الكثيرين للوفاة، فما كان من الدكتور ثروت باسيلي -الذي يهتم بأبناء وطنه، ودائمًا مهموم بمشاكل الوطن- إلّا أن لجأ إلى عمل أدوية تركيب في صيدليته بأسوان، وهذا ساهم بشكل كبير في حل هذه المشكلة. وعندما أعلن الرئيس السادات عن مشروع الانفتاح الاقتصادي، حصل الدكتور ثروت على الترخيص "رقم واحد" في مصر باسم "مكتب آمون العلمي"، فكان هذا المكتب النواة لبزوغ رائد من رواد صناعة الدواء في مصر، ثم تكوين "مجموعة آمون القابضة"، وتأسيس "شركة آمون للأدوية". ونظرًا لريادته في صناعة الدواء، فقد تم تعيينه بمجلس الشورى في عدّة دورات، وشغل وكيل لجنة الصحة بمجلس الشورى لمدة 15 سنة، كما شغل رئيس شعبة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية.

د. ثروت باسيلي الرجل الكنسي:

بعد تشكيل المجلس الملّي الاول في عصر البابا شنوده عام 1973، قام قداسته بسيامة كل أعضاء المجلس في رتبة إبوذياكون (أي مساعد شماس)، ثم سيم الدكتور ثروت دياكون (أي شماس كامل). وكان يحرص دائمًا على خدمة المذبح، والتردُّد على الأديرة والكنائس المتعدّدة، هو وكل أفراد اسرته في مصر وخارجها، فكان رجلًا كنسيًا من الطراز الأول. وقد شغل منصب وكيل المجلس الملّي لسنوات طويلة، وهذا المنصب شغله من قبل كبار الأقباط مثل: بطرس باشا غالي، وحبيب بك المصري (والد المؤرخة إيريس حبيب المصري) وغيرهم.

ويُذكَر عن الدكتور ثروت اهتمامه الكبير بالخدمة الاجتماعية، وخدمة إخوة الرب في كافة الكنائس والإيبارشيات، وتقديم الدعم والمساهمة في احتياجات الفقراء والكنائس نفسها، وكان شعاره "الذي يعطي بلا قيود، يعطيه الله بلا حدود"، فكان مثالًا يُحتذى به في العطاء.

ومن منطلق حبه للكنيسة أسس قناة تلفزيونية فضائية قبطية هي قناة "سي تي في"، لتكون ناطقة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. كما ساهم في تأسيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.

كان صديقًا شخصيًا للمتنيح البابا شنوده الثالث، وقال عنه: "لو قورن العصر الذي نعيش فيه بالعصور التي عشناها في بواكير حياتنا أو بعض العصور التي قرأنا عنها في كتب التاريخ الكنسي، لاُعتُبر عصر البابا شنوده عصرًا ذهبيًا بكل المقاييس، ليس في مصر وحدها ولكن في العالم كله، فتعدُّد النشاطات وأوجه التقدم الروحي والمعماري والرهباني يفوق الوصف والحصر في آن واحد، ويحتاج لمجلدات كثيرة، وأنتهز الفرصة لأطالب كل من تسوِّل له نفسه توجيه نقد أن يعيد قراءة تاريخ الكنيسة ليعرف حقيقة ما نحن فيه الآن".

غادر ثروت باسيلي وأسرته مصر عام 2012م، واستقروا في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في ولاية شيكاجو، ثم عادوا إلى مصر مجددًا في 2013.

الدكتور ثروت باسيلي ورحلة الآلام:

في الشهور الأخيرة من حياة هذا الأرخن الكبير، تعرض لآلام شديدة في جسده، وأنهكه المرض، وكان ذلك في شيكاغو بالولايات المتحدة، حتى أكمل رحلة جهاده وانضم إلى سحابة الشهود والأبرار في يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017. وتمت الصلاه على جثمانه في شيكاغو، ثم وصل جثمانه إلى مصر وأُقيمت صلاة الجنازة يوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2017 في كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر. وقد رأس الصلاة قداسة البابا تواضروس الثاني بحضور لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة ورجال الصناعة والدولة؛ وقد قال عنه البابا تواضروس: "إنه قدم خدمات جليلة للوطن والكنيسة"، مضيفًا أن رحيله خسارة كبيرة. وقال البابا تواضروس إن باسيلي خدم الوطن من خلال عضويته في مجلس الشورى ورئاسته لغرفة صناعة الدواء، وكان الجميع يكنّ له كل احترام وتقدير، وأنه أحد الشخصيات البارزة في الكنيسة، وكان له دور مهم على مدى سنوات، وخدم مع الراحل البابا شنوده الثالث على مدى سنوات طويلة في قطاعات عديدة بالكنيسة، وأنه كان يخدم في مجال الرعاية الاجتماعية للجميع، مسلمين ومسيحين، هو وكل أفراد أسرته الكريمة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx