اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

لماذا اتخذ السيد المسيح ناسوتًا كاملًا

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش

أجمع الآباء القديسين في القرون الأربعة الأولى للمسيحية، وفي المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية سنة 381م الذي أدان هرطقة أبوليناريوس، على أن السيد المسيح كان لابد أن يتخذ ناسوتًا كاملًا من جسد ونفس وروح بشري عاقل، ويوحّده مع لاهوته في طبيعة واحدة متجسدة. وأكّد الآباء أن ما لم يُتخَذ لا يُخلَّص. فلو أن السيد المسيح اتخذ ناسوتًا من جسد حيّ بلا روح بشري عاقل أي من جسد ونفس بلا روح بشري عاقل فلا يكون قد خلّص أرواح البشر.

إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو "إن الروح الإنساني العاقل، بقدرته على الاختيار، كان هو مـقر الخـطيئة؛ ولو لـم يـوحِّد الكـلمة هذا الـروح بنفسه، فـإن خلاص الجنس البشري لم يكن ممكنًا". فالروح الإنساني للبشر مَثَله مَثَل الجسد في حاجة إلى الفداء، وهو مسئول عن سقوط الإنسان. فبدون الروح البشري العاقل لا يكون الإنسان مسئولًا مسئولية أدبية عن خطيئته. إن الروح البشري للإنسان الذي سقط أخطأ مع الجسد ويحتاج إلى الخلاص، ولهذا يقول معلمنا بطرس الرسول عن السيد المسيح: «مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَروَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ» (1بط3: 18، 19). إذن الأرواح التي كانت في الجحيم كانت بحاجة إلى الخلاص، ولولا أن السيد المسيح اتخذ ناسوتًا تامًا بروح بشري عاقل لما أمكن أن يتمم ذلك.

قال القديس أثناسيوس الرسولي (269-373م) في رسالته المشهورة إلى إبيكتيتوس أسقف كورنثوس (الفقرة 7): "إن خلاصنا، في واقع الأمر، لا يعتبر خيالًا، فليس الجسد وحده هو الذي حصل على الخلاص، بل الإنسان كله." وقال القديس غريغوريوس النازيانزي (329-374م) عبارته المشهورة ضد أبوليناريوس في رسالة إلى الكاهن كليدونيوس "لأن ما لم يتخذه (الله الكلمة) فإنه لم يعالجه؛ ولكن ما تم توحيده بلاهوته فهذا يخلص".

لقد حوّل أبوليناريوس Apollinarius تعليم ثلاثية تكوين الإنسان Trichotomy من سيكولوجية أفلاطون إلى كريستولوجي Christology بطريقة جعلته يعلّم بأنه؛ كما أن الإنسان العادي مكون من ثلاث مكونات، جسد ونفس وروح، هكذا الإله المتأنس (يسوع المسيح) هو مكوّن من ثلاث مكونات، جسد ونفس والكلمة (اللوغوس). وفي رأيه أن "الكلمة قد حل محل الروح (بنفما) الإنساني واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد." لذلك أدانت عدة مجامع مكانية في روما (377م)، والإسكندرية (378م)، وأنطاكية (379م) تعاليم أبوليناريوس. ثم أُدين في المجمع المسكوني الثاني الذي انعقد في القسطنطينية (381 م).

إن الإدعاء بأن الإنسان يأخذ روحه مخلوقة من خارج الجنس البشري يؤدي إلى الإصطدام مع عقيدة المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية 381م الذي أدان هرطقة أبوليناريوس.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx