اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

الأم

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش

كلمة محبوبة لقلوب الجميع، فالأم تعني الكثير بالنسبة لأي إنسان، وهي تعبير عن الحب الحقيقي النقي الذي من كل القلب، ولا تنتظر حتي كلمة شكر عن أعمال المحبة التي تقدمها لأولادها في سهر وتعب وحمل وولادة واحتضان كامل، دون كلل أو ملل أو ضيق. كلمة أم تعني: (الألف=ألم والميم=تعني محبةفهي صورة تجسد المحبة المتألمة دون كلام، وأقوع محبة هي التي تظل قوية مدى الحياة، تتألم ولا تشكو بل تفرح بالألم لأجل من تحب.

وكلمة الأم: تعني الحضن والحنان الذي يحتوي ويضم ويعمل بكل فرح، لتقدم لله وللوطن أولادها، وتكمل الأبوة التي تعني الأمان. وكلمة أب تعني أصل وحماية للأسرة ومسئولية متكاملة.

وهناك قصة تُظهر قيمة الأمومة حتي في المخلوقات غير العاقلة: فقد ورد عن صياد غزلان حين رأى غزالة تتمشى مع مولودها فوأراد اصطيادها، ففي العادة تجري الغزالة بسرعة فلا يستطيع الصياد أن يمسكها بشباكة، ولكن لسبب وجود مولودها الصغير وسرعته البطيئة لم تستطع الجري وتركه، فأخذت تنظر للصياد وتنظر لابنها الصغير ودموعها تتدفق، فلم يستطع الصياد أن يُمسك بها وبوليدها لتأثره بعاطفة أمومتها. لذلك نشبه بالأم كل حب نقي وقوي متبادل، مثل الذي بين الله وبيننا حيث يقول: «هل تنسى الأم رضيعها ابن بطنها فلا ترحمه... حتي هؤلاء ينسين أما أنا فلا أنساكم يقول الرب» (إش49: 15).. فالله لم يجد أقوى من مشاعر الأم ليشبّه مشاعره بها تجاهنا.

عيد الأم: هو فرصة الاحتفال بقيمة كبيرة موجودة في حياة الخليقة كلها لإظهار نعمة إلهية في حياتنا رتبها الله لسعادة الكون ورفعه من مستوى المادية إلى الوجدان السامي.

فالأم: تعني الحياة فهي تتعب لتُحيي أولادها الذين تُنجبهم، وتقدم من دمها الأكسجين الذي يتنفسونه وهم داخل بطنها، ويرضعون اللبن من خلاصة الغذاء الذي تأكله، وفي كل هذا تتألم سنين في تربية متكاملة من كل ناحية لأولادها وهي فرحة بالبذل والعطاء. حقًا إنها مصدر لحياة الإنسان، ولكل القيم الروحية والوجدانية والجسدية في حياتنا.

وتعني أيضًا الراحة: فبين أحضانها يستريح الأبناء في كل مراحل حياتهم، فهي المدرسة التي تعلم وتقدم المعرفة الأولى حتى في الإيمان بالله، كما حدث في حياة موسى النبي إذ أن يوكابد أمه قدمت له في طفولته كل ما يحفظ حياته، وأرضعته الإيمان مع اللبن، فكان نعم المؤمن وسط الوثنية 40 سنة في بيت فرعون. ويذكر القديس بولس حالة مشابهة عن تيموثاوس تلميذه، والإيمان الذي سكن في جدته وأمه وبقي فيه. فالأم مدرسة للعلم والإيمان والحياة بجملتها، فمن يجد أُمًّا حكيمة مؤمنه وجد كنزًا.

إننا نفتخر بكنيستنا كأم، وبمصرنا الغالية كوطن أم يعيش فينا كقول البابا شنوده، ونعيش فيه مؤمنين بالله وبحبه لمصر التي في قلب الله كقول البابا تواضروس.

نصلي لكي يحفظ الله مصر ورئيسها وكل مساعديه وكل المخلصين لها، ويحميها من الأعداء.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx