اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 11-12

اخر عدد

حول آفة العصر :"الإدمان"...

نيافة الأنبا موسي الأسقف العام للشباب

24 مارس 2017 - 15 برمهات 1733 ش

1- ما هو الإدمان؟

بحسب تعريف العلماء هو مرض مزمن.. يصيب الإنسان بإرادته (حين يتعاطى المخدرات) أو بغير إرادته (وذلك بخداع آخرين)، كذلك يحدث الإدمان من أخذ أدوية معينة لمدة طويلة دون رعاية وإرشاد طبي مناسب.

2- مواد الإدمان..

المخدرات بأنواعها، المخدرات الرقمية، والأدوية لفترة طويلة ذات التأثير المخدر، والإنترنيت، ومواقع التواصل الاجتماعي (Social Media)، والمواد الإعلامية كالتلفزيون، والقنوات المتنوعة الكثيرة، حتى الصالح منها، يمكن أن يحدث إدمانًا يضرّ بالصحة، وأحيانًا يشغل الشاب عن تناول طعامه...

3- هل من علاج؟

نعم هناك علاج في كل مراحل الإدمان وأنواعه، المهم : إرادة الشخص المدمن، واقتناعه بالحاجة إلى العلاج، وتنفيذ كل خطواته بدقة وإصرار، واستمرار وإرشاد طبي وروحي.

4- ماذا عن الإنتكاسة؟

واردة باستمرار، ما لم يلتزم الشخص بتعليمات الطبيب والخبير التربوي اللذين يعالجانه... وهي مأساة طبعًا، تشير لعدم جدية المريص أو صعوبة الحالة. لكن العلاج ممكن، مادامت الإرادة حاضرة بصدق، مع الالتزام المستمر بتعليمات: الطبيبت والمعالج التربوي.

5- هل للإدمان مستوى اجتماعي معين؟

للأسف كل المستويات المادية والاجتماعية مُعرَّضة لهذا الداء الصعب، فالكل يجد المواد التي تناسبه اقتصاديًا، وبالطبع كلما رخص سعر المخدر كلما كان ذلك دليلًا على خلطة بمواد أخرى أو غشّه، مما يسبب خطورة أكثر على المتعاطي.

6- ما مصير المدمن؟

أحد ثلاثة مصائر:

1- المرض: فالإدمان يضر جميع أعضاء الجسم، وبخاصة المخ والأمعاء والرئتين... إلخ.

2- الجنون: نتيجة تآكل الفص الأمامي للمخ (Frontal lobe) المسئول عن "السلوك الإنساني".

3- السجن: نتيجة جرائم عنف أو سرقة.. ألخ.

والنهاية الموت البطيء أو السريع.. وربما الانتحار... حيث أن هذه المواد تحدث في متعاطيها نوعًا من "الاكتئاب" (Depression)، فتكون المعنويات منهارة، وبالتالي تؤدي إلى الاكتئاب الذي من أعراضه (علميًا) "الرغبة في الانتحار وممارسته"!!

7- عبودية المدمن:

يصير المدمن عبدًا ذليلًا للمخدر، لدرجة أنه يستعد لأرتكاب أي شيء، حتى الجريمة، ليجد مادته المخدرة. وأذكر أن مدمنًا تم علاجه من الإدمان، ونزع المخدر من جسمه، وأخذوه إلى مكان كنسي لقضاء فترة هدوء ونقاوة وشبع روحي، إلّا انه استمر في التعاطي (دون أن يشعر به من حوله)، وذلك من خلال الأتوبيسات التي تحضر هذا المكان حاملة زوارًا... كان المدمن يصل أحيانًا إلى السائق أو تابعه أو أي شخص آخر، ويشتري منه المخدرات.. ولما تنفذ نقوده يسرق المكان الذي يرعاه..

8- تأثيره على الأسرة:

أسرة المدمن مجموعة مساكين!! ذلك أنه يأخذ نقودًا كثيرة لشراء المخدرات، فالإدمان هو السيد القاسي الذي لا يرحم، لدرجة أنه يسرق، ويرتكب جرائم، حتى لو وضعناه في أقدس الأماكن- كالأديرة- لينال فرصة توبة وإشباع روحي.

9- كيف يحصلون على المخدر؟

لا يعدم المدمن وسيلة في الحصول على أو الوصول إلى المخدرات! وذلك من خلال أصدقائه الأشرار، أو التجار (ذئاب مفردة أو مجموعات معروفة)!!

10- نهاية مريرة:

غالبًا نهاية المدمن "الانتحار" إمّا بجرعة زائدة، أو أمراض مزمنة، أو حتى حين يشنق نفسه فعلًا بسبب ما يعانيه من آلام واكتئاب.. ومعروف –طبيًا وعلميًا- إن من الاكتئاب "الرغبة أو الميل إلى الأنتحار((Suicidal Tendencies).. وهذا ما حدث كثيرًا للأسف، حتى ولو كان في مكان مقدس يرعاه!!!

11- الإدمان يتسلط عليك كسيد قاسٍ:

«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ.. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللَّهَ وَالْمَالَ» (مت6: 24).. إن استعباد الإنسان لهذا السيد الدخيل والقاسي، سوف يلغي تلقائيًا تبعيته للرب.. الآب الحنون.. فادي البشرية..

فكيف يمكن للإنسان الذي يسلم نفسه لهذا السيد القاسي، أن يستطيع بعد ذلك أن يتبع المسيح، بعد أن يكون قد فقد حريته وإرادته التي منحها له المسيح «إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرارًا» (يو8: 36).

12- مقاييس هامة :

قدمت المسيحية لنا ثلاثة مقاييس هامة، نتعرف بها على الأمور، ونميز بها الصواب من الخطأ...

1- «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ» (1كو10: 23).

2- «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي» (1كو10: 23).

3- «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ» (1كو6: 12).

لذلك نسأل أنفسنا أمام أي ممارسة من أي نوع، حتى لو كانت مقبولة:

1- هل هذا الأمر... يحل لي؟

2- هل هذا الأمر... يوافق؟

3- هل هذا الأمر سيتسلط عليَّ؟

هذه هي المقاييس الثلاثة التي تحكم على أي ممارسة

نطلب من الرب أن يرحمنا ويحمينا من هذه الهجمة الشرسة، ومن الوقوع فريسة للشر والأشرار.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx