اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

ختام موضوع محاكمة السيد المسيح

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش

عندما وجد رئيس الكهنة أن الأمر لا يسير في صالحهم لتناقض الشهود أراد أن ينهي الموقف، فجاء إلى السيد المسيح وسأله: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟ أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ» (مر14: 60، 61)، فلم يُرِد السيد المسيح أن يتكلم، فقال له رئيس الكهنة: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» (مر14: 61)، «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» (مت26: 63)، طبعًا لم يكن من الممكن ألّا يجيب السيد المسيح على هذا السؤال. لقد كان صامتًا أمام جميع الاتهامات السابقة كقولهم إنه قال إنه سيهدم الهيكل، فهو لم يقل أنه سيهدم هيكل العبادة أي هيكل سليمان الذي أُعيد بناؤه، لكنه لم يدافع عن نفسه بل تركهم يقولون ما يقولون. أمّا بالنسبة لهذا السؤال فهو لا يقدر ألّا يجيب خاصةً أنه قال له: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ».

بالنسبة لقيافا كان هذا الموضوع في ذهنه هو أخطر شيء يمكن أن يُناقش في المحاكمة. وقد ردّ عليه السيد المسيح: «أَنْتَ قُلْتَ!» (مت26: 64) و«أَنَا هُوَ» (مر14: 62) أو "أنت قلت، وأنا هو"، أي أنه يمكن أن يكون قد قال العبارتين معًا. كما أن عبارة «أنت قلت» تعني «أنا هو» فهي تحمل نفس المعنى أيضًا. «فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟ فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ» (مر14: 63، 64).

ما يهمنا هو ما ورد في إنجيل مرقس أي «أَنَا هُوَ»، لأن البعض يقولون إن السيد المسيح عندما يقول «أنت قلت» قد تعني "هذا رأيك أنت"، لكن هذا قَلبٌ للحقائق في التفسير.

عبارة «أَنَا هُوَ» لها معنيان: المعني الأول هو "أنا هو الذي ذكرته أنت في سؤالك"، والمعنى الآخر وهو لا يختلف عن الأول ولكن له بُعد كبير جدًا، وهو أن هذا هو الاسم الذي قاله السيد المسيح لموسى عندما ظهر له في العليقة وسأله موسى عن اسمه، وكان الذي ظهر لموسى هو سفير يهوه وباللغة العبرية (ملآخ يهوه) فقال لموسى: «أهيه» وهي باللغة العبرية تعني "أنا هو".

بالنسبة للناطقين باللغة العربية أو اللغة اليونانية أو غيرها "أنا هو" أي "أنا هو الذي تتكلم عنه"، لكن بالنسبة لليهود فإنهم عندما كانوا يكتبون في الكتاب المقدس اسم "أهيه" أي "أنا هو"، أو اسم "يهوه" أي "هو يكون" بمعنى "الكائن"، كانوا يقومون بتغيير الريشة التي يكتبون بها والحبر الذي يستخدمونه، ويغتسلون ويرتدون ملابس جديدة فقط لكي يكتب كلمة (أهيه) "أنا هو" أو كلمة "هو يكون" (يهوه).

في إنجيل القديس يوحنا الأصحاح الثامن قال السيد المسيح مرتين: «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي: "أَنَا هُو" تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» (يو8: 24)، و«مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي: "أَنَا هُوَ"» (يو8: 28)، وعندما يسبق "أنا هو" كلمة "إني" تكون "أنا هو" عبارة عن لقب أو اسم وإلّا تكون عبارة ناقصة لغويًا لأنها تطرح تساؤلًا: أنت هو ماذا؟

إن اسم "يهوشوع" أي "يسوع" تعني باللغة العبرية "يهوه خلّص"، وربما بعض اليهود كانوا يعتقدون أن هذا مجرد اسم يمكن أن أي شخص يُسمّى به. أمّا عندما يقول عن إسمه أَنِّي: "أَنَا هُو" فإن هذا هو الاسم الخصوصي الذي قاله لموسى على الجبل كإله لإبراهيم (خر3: 14، 15).


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx