اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

«لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية» (2كو4: 7)

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش

نفرح بقيامة إلهنا لأنها تعطينا قوة في مواجهة قوى الشر. نحتفل ونفرح بقيامة مخلصنا ونحن نتابع ما يتعرض له أحبائنا من آلام وضيقات مثل: حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي، وما يتعرض له الأقباط في العريش من اعتداءات، وما تتعرض له الفتيات المسيحيات من ضغوط وخطف في الصعيد، وما نواجهه في المجتمع االغربي من قوانين واتجاهات ضد مبادئنا المسيحية، تجعلنا نشعر أننا أوانٍ خزفية أمام قوي الشر والإرهاب والتطرف.

حقًا نحن أوانٍ خزفية، ولكن قيامة المسيح أعطتنا كنزًا عظيمًا هو إلهنا القائم من الأموات ليهبنا قوة نواجه بها قوى الشر. القديس بولس يكتب لنا بإرشاد الروح القدس «ولكن لنا هذا الكَنزُ في أوانٍ خَزَفيَّةٍ، ليكونَ فضلُ القوَّةِ للهِ لا مِنّا. مُكتَئبينَ في كُلِّ شَيءٍ، لكن غَيرَ مُتَضايِقينَ. مُتَحَيِّرينَ، لكن غَيرَ يائسينَ. مُضطَهَدينَ، لكن غَيرَ مَتروكينَ. مَطروحينَ، لكن غَيرَ هالِكينَ. حامِلينَ في الجَسَدِ كُلَّ حينٍ إماتَةَ الرَّبِّ يَسوعَ، لكَيْ تُظهَرَ حياةُ يَسوعَ أيضًا في جَسَدِنا.» (2كو4: 7- 10).

كيف نغلب العالم الذي وُضِع في الشرير؟

القديس يوحنا يجيب على هذا السؤال قائلًا: «وهذِهِ هي الغَلَبَةُ الّتي تغلِبُ العالَمَ: إيمانُنا. 5مَنْ هو الّذي يَغلِبُ العالَمَ، إلّا الّذي يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو ابنُ اللهِ؟» (1يو5: 4-5).

إيماننا بقيامة المسيح يعطينا الغلبة على العالم...

إيماننا بقوة إلهنا الصالح تعطينا الشجاعة أن نقف أمام قوى الشر والإرهاب التي اغتالت فيرونيا ومارينا وماجي بالكنيسة البطرسية، لكن أمهات الشهيدات غلبن العالم بشهادة إيمانهن القوي. جليات الجبار نظر إلى داود فرآه إناءً خزفيًا، ولكن داود بإيمانه أظهر الكنز الحقيقي داخل هذا الإناء الخزفي «ولَمّا نَظَرَ الفِلِسطينيُّ ورأى داوُدَ استَحقَرَهُ لأنَّهُ كانَ غُلامًا وأشقَرَ جَميلَ المَنظَرِ... فقالَ داوُدُ للفِلِسطينيِّ: أنتَ تأتي إلَيَّ بسَيفٍ وبرُمحٍ وبتُرسٍ، وأنا آتي إلَيكَ باسمِ رَبِّ الجُنودِ إلهِ صُفوفِ إسرائيلَ الّذينَ عَيَّرتَهُمْ...» (1صم17: 42، 45).

اليوم، يأتي العالم إلينا، نحن الذين نحمل اسم المسيح بسيف ورمح وبترس. العالم يعيّرنا ويلعننا بإلهنا وبصليبه المحيي. العالم يرانا أواني خزفية. علينا ألّا نخاف العالم لأننا لنا الكنز الثمين داخل الأواني الخزفية، ليكون فضل القوة لله لا منّا.

قوة قيامة المسيح تظهر في ضعفنا البشري، وتعطينا النصرة على العالم الشرير. القديس أثناسيوس في كتابه "تجسد الكلمة" يقول: "لأنه عندما يرى الإنسان أن البشر الضعفاء بطبيعتهم يسرعون إلى الموت ويتهاتفون عليه ولا يخشون فساده، ولا ينزعجون من موارتهم القبر بل يتحدّون الموت بحماس ولا يجزعون من التعذيب، بل بالعكس فإنهم من أجل المسيح يندفعون نحو الموت بحماس مفضّلينه على الحياة هنا. أو عندما يشاهد الإنسان بنفسه الرجال والنساء والأطفال يندفعون ويقفزون إلى الموت لأجل الإيمان بالمسيح، فمن يكون عديم العقل حتى أنه لا يدرك ولا يفهم أن المسيح الذي يشهد له هؤلاء هو نفسه الذي يهب ويعطي كل واحد منهم النصرة مع الموت؟ إذ أنه يجعل الموت ضعيفًا أمام كل من يتمسك بإيمان المسيح ويحمل علامة الصليب" (تجسد الكلمة 29: 4).


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx