اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 13-14

اخر عدد

أوصنا في الأعالي

القمص بنيامين المحرقي

07 أبريل 2017 - 29 برمهات 1733 ش

«أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!» (مت21: 9)

بهذه التعبير صرخت الجموع في استقبال موكب السيد المسيح، وهو في الطريق إلى مدينة أورشليم. كلمة "أوصنا" هي كلمة أصلها الأرامي هُوشيعنَّا، ومنها الكلمة اليونانية ὡσαννά (أوصنا) التي استخدمها البشيرون في الأناجيل. وهو صراخ يعبّر عن نداء للمعونة الإلهيّة للخلاص والمساعدة. ويُستخدم كصلاة للتسبيح والعبادة، وهو ما جاء في سفر المزامير «يَا رَبُّ خلصنا» (مز118: 25). وبهذا التسبيح يصرخ جموع المنتصرين، بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لإِلَهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ» (رؤ7: 10). وفي هذه العبارة:

اعتراف بألوهية الرب يسوع:

لقد هتف الجمهور بهذه الكلمة «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» (يو12: 13) معلنين، كما يقول القديس كيرلس الإسكندريّ: [إنه هو بالحقيقة ملك إسرائيل، وقد دعوه بصفة خاصة أنه ملكهم، متقبلين ربوبيته] (شرح إنجيل يوحنا، الأصحاح12).

ومما يؤكد ذلك هو غضب اليهود جدًا، لأن هذا التعبير لا يُقال لإنسان. ولكن هو تسبيح وصلاة وتضرع إلى الله فقط. فهو مفهوم مسياني كصيغة من صيغ طلب الخلاص [خلِّص] «يَا إِلَهِي خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْكَ» (مز86: 2). «خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ» (إر31: 7).

اعتراف بأنه هو المخلص الوحيد:

عندما حدث جوع في السامرة، صرخت امْرَأَةٌ إلى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ قائلة: «خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». فَقَالَ: «لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟» (2مل6: 26، 27). لأنه: «َلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أع4: 12)، يعلق القديس أكليمنضس السكندريّ، بقوله: [من هو؟ تعلّموا باختصار، إنه كلمة الحق، كلمة عدم الفساد، الذي يجدّد الإنسان إذ يرده إلى الحق. إنه المهماز الذي يحثّ على الخلاص. هو محطم الهلاك، وطارد الموت. أنه يبني هيكل الله في الناس، فيأخذهم لله مسكنًا له. يحتاج المرضى إلى مخلص ... تحتاج كل البشرية إلى يسوع] (المربّي 2: 9).

لقد غير السيد المسيح بشكل جذري مفهوم الخلاص. فالفكر الذي كان سائدًا هو الخلاص الماديّ المصحوب بالمُلك الماديّ:

- بهذا المفهوم الخاطئ عن الخلاص، طلبت أم ابني زبدي «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ» (مت20: 21).

- على الرغم من اعتراف القديس بطرس الرسول بألوهية السيد المسيح (مت16: 16)، إلا أنه رفض كلام المسيح بأنه: ينبغي أن يتألم، ويُرفَض، ثم يُقتَل. حيث انتهره بطرس قائلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!». فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ» (مت16: 22، 23).

- وسأله التلاميذ: «يَا رَبُّ هَلْ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» (أع1: 6).

- وبهذا المفهوم كان رؤساء الكهنة والكتبة أثناء الصلب، يستهزئون به قائلين: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا. إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!» (مت27: 42)

- بعد معجزة أشباع الجموع، أرادوا «أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا» (يو6: 15)، حسب مفهومهم المادي للملك.

ووضع السيد المسيح مفهومًا روحيًا جديدًا للخلاص (يتبع)


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx