اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السة 5002 ديسمبر 2022 - 23 هاتور 1739 ش     العدد كـــ PDFالعدد 45-46

اخر عدد

الإنسان هدف الرعاية

قداسة البابا تواضروس الثانى

02 ديسمبر 2022 - 23 هاتور 1739 ش

كل شيء في المسيحية ينطلق من الله وينزل إلى الإنسان عبر الكنيسة، ولذلك فالحياة المسيحية الروحية هي ثلاثية الجوانب فحياة المسيحي هي: حياة المسيح والروح فيه تمجيدًا للآب.

فهدف الروح القدس الكامل في تقديس الكنيسة وتعاليمها هو إدراك كل أعضاء جسد المسيح (الكنيسة) للوحدة مع الله التي ورثناها خلال الإيمان ومعرفة ابن الله. ويحدد بولس الرسول وحدة الإيمان فيقول: «إلى أن ننتهي جميعًا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح...» (أف4: 13-16)، ولهذا فإن المسيح هو مصدر وهدف روحانية الكنيسة ونمو كل عضو من أعضائها، مع التأكيد على أن النمو في المسيح لا يمكن أن يتم خارج الكنيسة.

فالمسيحية ليست نصوصًا تُتلى، أو أفكارًا يُباهَى بها، أو طقوسًا لعقائد مذهبية، إنما هي قدرات تُمارَس وسلوك يُلتمَس، وبها تصير شخصية الإنسان الضعيفة قوية، والمنحرفة سوية، والعقول المهيضة سليمة نقية.

والنتيجة أنه لا يوجد مرض تعجز المسيحية العملية والتطبيقية عن شفائه لكل مَنْ يؤمن بحضور المسيح وبفاعليته في حياته: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (في4: 13)، ونحن نعلم أن معظم كتابات الرسول بولس كانت وليدة تساؤلات المؤمنين واهتماماتهم ومواقفهم، وها نحن نراه يركّز على "الإنسان الجديد" أي المسيحي المؤمن، الذي من أجله ينطلق كل شيء من الله نحوه (نحو الإنسان).

فالمعمودية تمنح المسيحي الحياة الجديدة في المسيح (رو6: 4)، والإفخارستيا هي نمو في الحياة مع المسيح (1كو10: 16)، والتوبة هي موت عن عبودية الخطية وحياة للمسيح (رو6:6)، والشركة هي مشاركة في آلام المسيح وصلبه وقيامته (في3: 10).

إذًا الإنسان الجديد هو في نهاية الأمر واحد مع المسيح، والحياة الجديدة باستمرار هي خلع القديم ولبس الجديد في المسيح (كو3: 9-10؛ أف4).

إن الحياة مع المسيح تحتاج إنسانًا جديدًا لا يحيا حسب السلوك العتيق الفاسد والمُستمَد من العالم الشرير، بل يحيا بالمسيح في مجتمع الحياة الجديدة.

+ إذًا مَنْ هو المسيحي؟

- هو الإنسان الذي يعيش بحسب فكر المسيح (1كو2: 16)، وبالتالي له حياة هي المسيح في ذاته، بمعنى أنه يعيش مع المسيح كل يوم، وفي كل ساعة من اليوم.

ونحن عندما نجتمع مع المسيح في الكنيسة إنما نجتمع على أساس أن كل إنسان منا يحمل المسيح أصلًا في حياته.

المسيح لكل العالم، وهو لجميع الناس، وكل قامة بشرية تصلح أن تأخذ المسيح لها، ودخولنا إلى المسيح وحياتنا مع المسيح لا يحتاج إلى مقدمات ولا سابق حياة ولا وضعًا معينًا، فهو لا ينظر إلى الوجه ولا يحتاج إلى التاريخ الماضي للإنسان ولا إلى خطاياه.. بل إلى الواقع، ويشتاق أن يبدأ هذه العلاقة الجديدة في كل يوم.

وكما قُلنا سابقًا فقد اهتم الرسول عبر رسائله بإيضاح أن السيد المسيح هو محور حياتنا، ثم أن الكنيسة هي جسد المسيح، وأخيرًا فإن الإنسان (المسيحي الجديد) هو قصد الرعاية وهدفها كما يتضح في العناصر التالية:

الأسرة:

تعرَّض خلال رسائله لكل أفراد الأسرة المسيحية، فهي يوصي الرجال بمحبة زوجاتهم بلا قسوة على مثال حب المسيح للكنيسة (أف5: 25؛ كو3: 19). كما أوصى النساء بالخضوع والتعقل والطاعة (أف5: 22-24؛ كو3: 18). كما اهتم بالشيوخ حيث تتم رعايتهم كآباء وأوصاهم بالوقار والصحو (1تي5: 1؛ تي2:2)، أيضًا اهتم بالتربية والتأديب الذي في الرب (كو3: 21؛ أف5: 4)، وفي المقابل أوصى الأبناء بطاعة والديهم في كل شيء لأن هذا مَرضي عند الرب (كو3: 20؛ أف 5: 1، 3).

أيضًا صرَّح بأن الزواج سر عظيم (أف5: 31، 32) وأنه فِعل حسن يسمو على التحرُّق (1كو7: 38، 9).

المرأة:

أول مَنْ نادى بالمساواة بين الرجل والمرأة أمام الرب (1كو11:11، 12). مع ذلك فقد أوضح بأن الرجل رأس المرأة حتى ينتظم واجب كل منهما في الحياة (1كو11: 3؛ 1تي2: 11، 12).

أوصى كثيرًا المرأة المتزوجة إذ يطالبها:

+ بالخضوع لرجلها في كل شيء كما للرب (أف5: 22-24؛ كو3: 18).

+ باحترام رجلها وإعطائه المهابة (أف5: 33).

+ بالارتباط بزوج واحد (1كو7: 2، 10)، حتى في بدء المسيحية سَنَّ مار بولس قانونًا بخصوص المؤمنات اللاتي يرتبطن بأزواج وثنيين، وإذ قرّر بقاء المؤمنة وارتباطها بزوجها إلى أن يموت، وإن مات فهي حرة أن تظل بلا زوج أو تتزوج بمؤمن.

+ ليس للمرأة تسلط على جسدها بل لرجلها كذلك أيضًا للرجل (1كو7: 4)، مع قدر مفتوح من التفاهم مع رجلها حول العلاقة الجسدية للتفرغ للعبادة في أوقات الصوم.

+ عدم مفارقة الزوج، وإن فارقته فلتظل بلا زواج أو لتصالح زوجها (1كو7: 11).

+ تهتم كيف ترضي رجلها (1كو7: 34)، مُحِبة لرجلها (تي2: 4)، مُحِبة لأولادها، عاقلة عفيفة، ملازمة لبيتها (تي2: 5)، والترجمة في بعض النسخ قُرِئت مشتغلات في بيوتهن (1تي5: 14).

+ تتزين لرجلها فقط.

+ أن تغطي شعرها أثناء الصلاة (1كو11: 5-10، 13، 15).

+ لم يعطِ الرسول المرأة حق التعليم في الكنيسة في اجتماعات الرجال (1تي2: 12). لكنه أعطاها حق تعليم أولادها في البيت، وتحويل بيتها إلى كنيسة مثل بيت أكيلا وبريسكلا (1كو16: 19)، ومثل الجدَّة لوئيس والأم أفنيكي اللتين أسكنتا الإيمان عديم الرياء في تيموثاوس الأسقف (2تي1: 5).

+ كما أوصى المرأة من جهة الأخريات أن تفتكر معهن فكرًا واحدًا في الرب (وصية إلى أفودية وسنتيخي - في4: 2).

+ لباس الحشمة مع ورع وتعقُّل، لا بضفائر أو ذهب أو للآلي أو ملابس كثيرة الثمن (1تي2: 9).

+ بالأعمال الصالحة لستر أجساد غيرهن في تقوى الله.

الأرامل:

+ أوصى المؤمنين أن يهتموا بالأرامل اللائي في عائلاتهم ليساعدوهن ماليًا أو معنويًا حتى لا يُثقَّل على الكنيسة (1تي5: 16).

+ طالب فحص الأرامل بدقة، ووضع لهن فضائل ضرورية:

- إلقائها رجاءها بالتمام على الله (1تي5:5، 9، 10).

- المواظبة على الصلاة والطلبة ليلاً ونهارًا.

- الشهادة لها بالصلاح وسط الناس.

- ربَّت أولادها حسنًا.

- كريمة في الضيافة، ومساعدة الخدام والرسل والمحتاجين.

+ وخلال رسائل مار بولس ذكر أسماء نساء كن متعبدات لله وساعدنه في خدمته الكرازية منهن مريم (رو16: 6)، والتي اعتبرها أمه، وأخت نيريوس (رو16: 12، 13، 15)، وفرسكا وأكيلا (2تس : 19)، وبوديس وأينيسنس وكلافدية (2تي4: 21).


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx