اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون05 مايو 2017 - 27برموده 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

القيامة تتخطّى الصعاب

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

05 مايو 2017 - 27برموده 1733 ش

إن القيامة تعطينا قوة ورجاء متجدّدًا باستمرار، فالله قادر على كل شيء مهما كان صعبًا. إنه يقدر أن يقوم والقبر مغلق ومختوم، يقدر أن يتخطى الحراس الموضوعين عند القبر، يقدر أن يتخطى كل مكايد اليهود، وانتظارهم ومؤامراتهم، يقدر أن يدخل والأبواب مُغلَّقة.

أمور كثيرة يحتار الإنسان في حلّها ويقف أمامها عاجزًا. لكن القيامة أظهرت لنا أن الله يقدر أن يتخطى كل هذه الصعاب بما يفوق توقع العقل البشري. ولذلك في سفر نشيد الأناشيد تتكلم العروس عن حبيبها فتقول: «صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ قَافِزًا عَلَى التِّلاَل حَبِيبِي هُوَ شَبِيهٌ بِالظَّبْيِ أَوْ بِغُفْرِ الأَيَائِلِ. هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا يَتَطَلَّعُ مِنَ الْكُوى يُوَصْوِصُ مِنَ الشَّبَابِيكِ. أَجَابَ حَبِيبِي وَقَالَ لِي: قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَي. لأَنَّ الشِّتَاءَ قَدْ مَضَى وَالْمَطَرَ مَرَّ وَزَالَ. الزُّهُورُ ظَهَرَتْ فِي الأَرْضِ. بَلَغَ أَوَانُ الْقَضْبِ وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا. التِّينَةُ أَخْرَجَتْ فِجَّهَا وَقُعَالُ الْكُرُومِ تُفِيحُ رَائِحَتَهَا. قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ» (نش2: 8-13)... طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ قَافِزًا عَلَى التِّلاَل: أي أنه يتخطى كل الصعاب. ولذلك فإن هذه الآيات من سفر النشيد تشير إلى القيامة، فتقول عن السيد المسيح كإشارة لقيامته من الأموات وظهوره أربعين يومًا قبل صعوده: «هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا يَتَطَلَّعُ مِنَ الْكُوى يُوَصْوِصُ مِنَ الشَّبَابِيكِ»... هذه هي الكنيسة ترى السيد المسيح في ظهوراته بعد القيامة، مثل من يتطلَّع من الشباك، كل ظهور من الظهورات كأن السيد المسيح يتطلَّع من الشباك، والدليل على هذا أنه يقول للعروس: «قُومِي يَا حَبِيبَتِي»... رمز للقيامة، «لأَنَّ الشِّتَاءَ قَدْ مَضَى وَالْمَطَرَ مَرَّ وَزَالَ». الشتاء هنا يرمز للدموع والحزن والكآبة التي حدثَت ساعة وبعد الصلب، «الزُّهُورُ ظَهَرَتْ فِي الأَرْضِ» في شهر نيسان وهو شهر أبريل تنمو الزهور وتنمو الخضرة على الجبال، وتكون المناظر الجميلة في فصل الربيع، ويوجد لحن من ألحان الكنيسة السريانية الشقيقة معناه باللغة العربية ما يلي: "ندى رحمتك يا محب البشر فلينزل على عظام الراقدين باسمك، فتزهر كالورود أيام نيسان، بحلل المجد يوم القيامة". لعل الذي وضع هذا اللحن، وهو غالبًا القديس مار أفرام السريانى، كان يدرك ويتأمَّل معنى هذه الآيات من سفر النشيد ويربطها بأحداث القيامة؛ فيرىَ الزهور قد ظهرَت في الأرض، هي إشارة إلى قيامة السيد المسيح في الربيع في شهر نيسان كباكورة للراقدين، وإشارة أيضًا إلى القيامة العامة في المجيء الثاني، حيث يذكر السفر: «صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ» آتٍ أي أنه سيأتي، ولذلك آخر آية في سفر الرؤيا هي: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا. آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ» (رؤ22: 20)، وقال أيضًا: «وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: تَعَالَ» (رؤ22: 17).  ولماذا يذكر سفر الرؤيا العروس في هذه الآية؟ يذكرها ليُذكِّرنا بما كُتب في سفر نشيد الأناشيد حيث العريس يقول للعروس: «قُومِي يَا حَبِيبَتِي يَا جَمِيلَتِي وَتَعَالَيْ».

وبَلَغَ أَوَانُ الْقَضْبِ: أي جاء زمن الحصاد، فيرسل الحصادين لكي يجمعوا أولاد الله إلى الملكوت، كما ذُكر في إنجيل معلمنا مرقس الإنجيلي: «أَمَّا مَتَى أَدْرَكَ الثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ الْمِنْجَلَ لأَنَّ الْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ» (مر4: 29).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx