اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون05 مايو 2017 - 27برموده 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 17-18

اخر عدد

الأسقف الشهيد

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

05 مايو 2017 - 27برموده 1733 ش

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية - كنيسة الشهداء – تستلهم خبرة الكنيسة الأولى في عصر الاضطهاد الروماني لتواجه الاضطهادات الحالية. ومن السمات الأساسية لكنيسة الشهداء أن قادتها يتقدمون الشعب في نوال الاستشهاد. ويذخر تاريخ كنيسة الشهداء بقصص الآباء الأساقفة الذين قدموا حياتهم بكل فرح وسرور شهادة لإيمانهم المسيحي. ونلاحظ من خلال قصص الآباء الأساقفة الشهداء ثلاثة أمور:

1- الاستشهاد:

إن تعليم الآباء الأساقفة عن الاستشهاد والتمسك بالإيمان المسيحي حتى النفس الأخير لم يكن تعليمًا نظريًا، ولم يهادنوا الحكام أو يتكلموا بلغة غير واضحة، بل شهدوا للحق المسيحي بكل شجاعة وقوة. القديس أنبا أباديون أسقف أنصنا الذي كان صديقًا لأريانوس والي أنصنا، عندما أستدعاه أريانوس ليعلمه بمراسيم دقلديانوس لاضطهاد المسيحيين وطلب منه إحضار الشعب ليطيع أوامر الأمبراطور بالسجود للأوثان، وبّخه القديس أباديون قائلًا: "مضيتَ من عندنا وأنت صديق، فعدتَ وأنت عدو. مضيتَ وأنت انسان، فعدت وحشًا كاسرًا". ومضى القديس أباديون وجمع الشعب وعرّفهم بما حدث ووعظهم أن يثبتوا على الإيمان. وعندما رأى القديس أباديون ثبات الشعب على الإيمان فرح جدا، وأخذهم إلى الوالي وأعلنوا إيمانهم واُستُشهدوا جميعًا ومعهم القديس أباديون الذي قطع الوالي رأسه بعد فترة طويلة من العذابات.

القديس الأنبا بساده أسقف أبصاي (حاليًا المنشا شرق أخميم) أرسل إليه الأمبراطور دقلديانوس رسالة خاصة يطلب منه الخضوع والتبخير للأوثان مع الوعد بإعطائه سلطانًا أعظم وتوفير حراسة خاصة له، فرفض وجمع الشعب وشجعهم، وصلى القداس الإلهي مع شعبه وخرج للاستشهاد وهو يلبس ملابس الخدمة البيضاء، وعندما سأله شماس عن سبب ذلك قال: "يا ابني إني ذاهب إلى حفلة العرس، فكيف لا ألبس الملابس البيضاء وسألتقي بربي وإلهي في مجده. القديس بوليكاربوس أسقف إزمير رغم تقدمه في العمر (86 سنة) لم يخف أن يتقدم للاستشهاد، وعندما طلب منه الوالي أن يجدّف ويلعن المسيح ليطلق سراحه قال: "لقد خدمت المسيح سته وثمانين عامًا ولم يصنع بي شرًا، فكيف أجدّف على ملكي الذي خلصني؟". البابا بطرس خاتم الشهداء تقدم بكل شجاعة إلى الاستشهاد، وعندما تجمهر الشعب حول السجن لكي ينقذ راعيه المحبوب، شعر البابا بصعوبة الموقف، وحرص على سلامة شعبه، لذا طلب من القائد أن ينقب حائط السجن في الجهة البعيدة عن تجمهر الشعب، وخرج معهم إلى مكان الاستشهاد، وبعد أن تبارك من جسد القديس مارمرقس جثا على ركبتيه وصلى وختم صلاته بقوله: "تقبّل يا الله حياتي فداء عن شعبك"، وسُمِع صوت من السماء يقول: آمين.

2- الحرص على سلامة الشعب:

بينما اهتم الآباء الأساقفة بتقوية إيمان الشعب وحثّهم على عدم الخوف من الموت وإظهار ما يناله الشهيد من مجد، ولكنهم كانوا يحرصون على سلامة الشعب ويصلون لأجل هذا، فكما شهدنا البابا بطرس خاتم الشهداء يساعد القائد أن يجد وسيلة بها يخرج لتنفيذ حكم الإمبراطور بموته بدون أن يتعرّض الشعب المحب لأي أذىً. القديس الأنبا بساده قبيل إستشهاده صلى قائلًا: "يا ربي يسوع المسيح أحرس هذا الشعب واحفظه في الإيمان القويم وأرسل ملائكتك ليحيطوا به، وتقبّل روحي بين يديك". القديس إغناطيوس أسقف أنطاكية عندما وصل إلى مكان الاستشهاد جثا على ركبته طالبًا من المسيح أن يرفع الاضطهاد عن الكنيسة.

3- الرعاية الساهرة:

قدم الآباء الأساقفة مثال للرعاية الساهرة للشعب مما جعل الشعب مستعدًا للاستشهاد. فالقديس أمونيوس أسقف إسنا يقدم لنا مثالًا فريدًا للرعاية، فقد مزج بين الرعاية بالتواجد بين الشعب، والرعاية بالانفراد للصلاة لأجل الشعب عندما كان يقضي أغلب الأسبوع في مغارته يصلي لأجل شعبه، ثم يذهب لهم يوم السبت ويقضي معهم السبت والأحد والاثنين ليرعاهم بالقداس الإلهي والوعظ والتعليم وحل مشاكلهم وافتقادهم، ثم يعود إلى مغارته. فاستطاع أن يقدم شعبًا على أعلى مستوى روحي، فعندما جاء الاضطهاد قدم مع شعبه أروع النماذج في المحافظة على الإيمان، وانتقل بشعبه كله من الأرض إلى السماء إذ استشهد ومعه جميع شعبه.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx