اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون19 مايو 2017 - 11 بشنس 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

صلوات كتابية - صلاة يعبيص

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

19 مايو 2017 - 11 بشنس 1733 ش

في طقس احتفالنا بعيد القيامة، وبالتحديد في ليلة سبت الفرح (الأبوغلمسيس)، تختار الكنيسة في طقسها أن تقرأ كل الصلوات الكتابية التي صلّاها رجال الله في الكتاب المقدس، ومن ضمن هذه الصلوات صلاة يعبيص والمذكورة في سفر أخبار الأيام الأول. ويعبيص شخصية لم يذكر الكتاب المقدس عنها الكثير سوى أنه من نسل يهوذا، وأنه إنسان وُلِد بحزن، ولكن يذكر الكتاب أن يعبيص صلى إلى الرب صلاة قصيرة جدًا، تتلخص في أربعة طلبات تشمل كل الحياة، وتملأها بالغنى، فهي صلاة تطلب البركة وترجو عناية الرب «لَيتَكَ تُبارِكُني، وتوَسِّعُ تُخومي، وتَكونُ يَدُكَ مَعي، وتَحفَظُني مِنَ الشَّرِّ حتَّى لا يُتعِبُني» (1أخ4: 10).

1) ليتك تباركني:

والبركة هي عطية خفية مجانية من الله ولكنها تظهر في حياتنا بأمور منظورة، لذلك عندما دُعِي الرب إبراهيم للخروج من أرضه ومن عشيرته ومن بيت أبيه، وعده هكذا: «أُبارِكَكَ... وتَكونَ بَرَكَةً» (تك12: 2)، وبالفعل تحققت بركة الرب لإبراهيم فصارت حياته بركة، وفي نسله تباركت كل قبائل الأرض لأن من نسله جاء الرب يسوع المخلص لكل العالم. وكانت طلبة الكاهن في العهد القديم تطلب من أجل البركة «يُبارِكُكَ الرَّبُّ ويَحرُسُكَ... يَرفَعُ الرَّبُّ وجهَهُ علَيكَ ويَمنَحُكَ سلامًا» (عد6: 24-26)، وحتي يومنا هذا يختم آباؤنا كل صلوات الكنيسة بالبركة في كل اجتماعاتنا الليتورجية.

والبركة في حياة الانسان قد تكون في الأمور المادية، فهكذا بارك الرب لأرملة صرفة صيدا في حفنة الدقيق ومسحة الزيت، عندما قبلت أن تصنع لإيليا طعامه قبل أن تصنع لنفسها ولابنها. والبركة في الماديات لا تعني بالضرورة الكم، فكثير من البيوت البسيطة يملأها الرب بركة في القليل، بينما قد تفتقد كثير من البيوت الميسورة للبركة، فحضور الرب الخفي في الحياة هو سر كل بركة. والبركة ليست فقط في الأمور المادية، بل أيضًا في الكثير من الأمور المعنوية، فالرب قد يعطينا بركة في الكلام فيصير كلامنا مفرحًا ومثمرًا في حياة كل من يسمعنا. وقد يعطينا الرب نعمة في أعين من تتعامل معهم، فيحبوننا ونحبهم. وقد يعطينا الرب بركة في خدمتنا فتثمر ثلاثين وستين ومائة من أجل مجد الرب.

2) وتوسّع تخومي:

واتساع التخوم ماديًا يعني مواضع السكن ومناطق الإقامة، وقد وسّع الرب لشعبه في البرية وفي أرض الموعد وأرحب تخومهم. لكن اتساع التخوم قد يشمل تخوم المعرفة الروحية والفكرية، فتتسع آفاقنا لخدمة الرب. وتخوم العلاقات الإنسانية فتتسع دائرة أحبائنا، ليس لتكوين أتباع وتحزبات ولا رغبة في الشهرة والشعبية، بل من أجل اتساع عمل الرب من خلالنا. وقد يشمل تخوم الروح، فنتمتع بخبرات روحية تساعدنا في حياتنا مع الله وفي خدمتنا. وقد تشمل التخوم النفسية، فتصبح شخصًا مريحًا للجميع، ذا قلب متسع للكل. وقد تشمل تخوم الخدمة والكرازة وتكاثر الخدام والكنائس.. الخ.

3) وتكون يدك معي: فيد الله تسند في الضعف، وتحامي في الضيقات، وتدافع في الحروب، فالرب قد نقشنا على كفه، للذلك يلزمنا ألّا نُبعد يد الرب عن حياتنا، بل نقبلها ولا نجرحها بخطايانا مرة أخرى.

4) تحفظني من الشر حتى لا يتعبني:

فالشر يتعب الإنسان، والخطية تتعبه، ونتائجها تتعبه، ومسئوليتها تتعبه. فالشر علاوة على أنه يحزن الله، إلّا أنه يتعب الإنسان أيضًا، فلا سلام قال إلهي للأشرار.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx