اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون19 مايو 2017 - 11 بشنس 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 19-20

اخر عدد

كنيسة الشهداء

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

19 مايو 2017 - 11 بشنس 1733 ش

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي حقًا كنيسة الشهداء. عبر العصور قدمت الكنيسة الآلاف من أبنائها شهداءً لإيمانهم المسيحي، بسفك الدم حبًا في المسيح الذي أحبنا وبذل ذاته عنا.

وفي عصرنا هذا تعدّدت الأحداث الإرهابية ضد الكنيسة وأبنائها المباركين. ورغم ما تسببه هذه الأحداث الإرهابية من ألم وحزن، لكننا نتطلع إلى الجانب الآخر المضيء منها، وهو أن هؤلاء الضحايا الأبرياء هم شهداء إيمانهم المسيحي.

نحن لا نسعى للاضطهاد، بل نصلي دائمًا لأجل سلام الكنيسة. نحن لا نسعى أن يستشهد أبناء الكنيسة، بل نصلي أن يحفظ الله شعبه ويبدّد مشورة أعداء الكنيسة كما بدّد مشورة أخيتوفل. نحن لا نسعى للموت، بل نصلي لأجل شفاء المرضى. لكن عندما يسمح الله بالاضطهاد وبأن يستشهد أبناؤنا، نفرح لأننا نثق في إلهنا ومحبته وحكمته ورعايته، ونثق أننا غرباء على الأرض ولنا وطن في السماء، وفرحنا أن نكون كل حين مع المسيح.

القديس بولس لم يسعَ أن يُسجَن، ولكن عندما سمح الله له بالسجن لم يحزن، بل كتب وهو مسجون في روما إلى أهل فيلبي يقول «لأنه وُهِب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله» (فيلبي1: 29). لقد وهب الله لنا أن تكون كنيستنا كنيسة الشهداء، وهذه كرامة عظيمة ولكنها مسئولية أيضًا.

كنيستنا في هذا العصر - وهو عصر استشهاد جديد - عليها مسئولية نحو أبنائها:

1- أن نشجع أبناء الكنيسة أن لا يخافوا من الاضطهادات وأخبار الاعتداءات الإرهابية. أن يثقوا في الله حامي الكنيسة وحامي شعبه، وأن الله يسمح بالاستشهاد فهذا لخير الشهداء وشهادة على قوة الإيمان. أخطر ما نواجهه هذه الأيام أن يدخل الخوف في قلوب أبناء الكنيسة. علينا أن لا نخاف إلّا من الخوف.

القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة الذي سيم أسقفًا عام 249 مع بداية الاضطهاد الدموي الذي شنه الإمبراطور ديسيوس (249–251)، أرسل إلى أبناء الكنيسة في قرطاجنة يشجعهم قائلًا: "في أوقات الاضطهاد تُغلَق الأرض أمامنا، لكن السماء تُفتَح. ضد المسيح يهدّد لكن المسيح يعين. الموت يغلبنا لكن الخلود يتبعنا. العالم يتنحّى عنّا والفردس يقبلنا. تنتهي هذه الحياة القصيرة لتبدأ الحياة الأبدية. يا له من شرف، يا له من سلام، يا له من فرح، أن نرحل في مجد وسط الاضطهاد الضيق، ونغمض أعيننا عن العالم والبشر، لنفتحها في وجه الله ومسيحه. يا لها من رحلة قصيرة".

2- أسر الشهداء تحتاج لرعاية خاصة من الناحية الروحية والمادية والاجتماعية. حقًا يوجد حماس عند حدوث حادث إرهابي يصحبه اهتمام بأسر الشهداء، ولكن مع الوقت يخفّ هذا الحماس، وأحيانًا ننسي هؤلاء الأسر، لذا نحتاج لعمل متكامل دائم لرعاية أسر الشهداء، ونقدم العون لهم لمواجهة صعوبات الحياة. أيضًا الجرحى أو المعترفون الذين تألموا ولكن لم يسمح لهم الله بالاستشهاد يحتاجون هم وأسرهم لرعاية خاصة. لذا من الأفكار الجيدة تشكيل هيئة كنسية متخصصة في رعاية أسر الشهداء والمعترفين وأسرهم.

3- الاهتمام بالنفوس الضعيفة التي تضعف بسبب الاضطهاد وقد تنكر الإيمان.

4- الدعوة لحياة توبة جماعية استعدادًا للانطلاق لملاقاة الرب يسوع. نحن في عصر جديد يحتاج لفكر متجدّد يستلهم تجربة الكنيسة الأولى في عصور الاضطهاد، وكيف واجهت محنة الاضطهاد وحافظت على الإيمان وقدمت رعاية متكاملة لأبناء الكنيسة.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx