اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون02 يونيو 2017 - 25 بشنس 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

02 يونيو 2017 - 25 بشنس 1733 ش

قال السيد المسيح لتلاميذه: «مَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي» (يو15: 26). ويقول المرنم: «تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ» (مز104: 30). والمقصود أن الرب يُرسل روحه فيتم تجديد الخليقة مرة أخرى.
ونصلي في صلاة الساعة الثالثة: "روحك القدوس يا رب الذي أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في وقت الساعة الثالثة؛ هذا لا تنزعه منا أيها الصالح، لكن جدّده في أحشائنا. قلبًا نقيًا اخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدّده في أحشائي. لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني" (القطعة الأولى). 
وبهذا نحن نخاطب السيد المسيح الذي أرسل روحه القدوس على تلاميذه القديسين في يوم الخمسين في الساعة الثالثة، لكي يخلق فينا قلبًا نقيًا بعمل الروح القدس المتجدد في داخلنا باستمرار.
إن الارتباط بين الروح القدس والخليقة، هو ارتباط دائم في القديم والجديد. ففي بداية خلق العالم «وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ» (تك1: 2، 3).
وعند تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى بعد الطوفان أرسل نوح الحمامة –التي ترمز إلى الروح القدس الذي حل على السيد المسيح عند عماده في نهر الأردن بهيئة جسمية مثل حمامة- وعادت الحمامة إلى نوح وهي تحمل في فمها غصن الزيتون إشارة إلى عودة الحياة على الأرض مرة أخرى بعد غسيلها بالطوفان. وكان الطوفان وتجديد الحياة على الأرض رمزًا للخلاص بالمعمودية كما قال معلمنا بطرس الرسول: «الْفُلْكُ... الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ» (1بط3: 20، 21).
وقال أيضًا معلمنا بولس الرسول: «وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ - لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا» (تي3: 4-6).
إن تجديد الروح القدس في الخليقة الجديدة في المسيح يتم في المعمودية لاشك في هذا على الإطلاق حيث يقول بولس الرسول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ» (2كو5: 17).
لهذا خلق السيد المسيح عينين للمولود أعمى من الطين وأمره أن يذهب ويغتسل في بركة «سلوام» الذي تفسيره «مُرسل». وهذا الاسم هو إشارة إلى إرسال الروح القدس الذي يخلق للإنسان أعين جديدة في المعمودية بها يستطيع أن يعاين ملكوت الله لأنه «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ» (يو3: 3). وأيضًا «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ» (يو3: 5). إذن فالمُرسَل هو الروح القدس الذي أرسله الابن حسب موعد الآب. لهذا قال المزمور «تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ. وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ» (مز104: 30).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx