اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون02 يونيو 2017 - 25 بشنس 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 21-22

اخر عدد

أرسل رحمة تفتح أبوابي فأنا متضايقة

نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية

02 يونيو 2017 - 25 بشنس 1733 ش

ونحن نعتصر ألمًا على الأحداث الدموية المتلاحقة التي يتعرّض لها الأقباط في مصر، أقتبس من ميمر "يونان النبي والنداء إلى نينوى" لمار يعقوب السروجي الكلمات الرائعة التالية لكي نتذكر جميعًا أن القصد الوحيد من وراء تلك الأحداث هو توبتنا جميعًا:
"المدينة العظيمة التي اُقتُرِف فيها الإثم الكبير، اضطرم حنان عظيم يحييها بتوبتها. غنيٌّ بالمراحم ذلك الحنّان المملوء صالحات. ضنينٌ غضبه وضئيلٌ ليسيء كثيرًا. حاذقٌ في الحنان. غنية فيه الرأفة... ملأ قوسه، وعندما رأى أنها كانت مُعرّاة، أشار إليها لتلبس سلاحًا مسبوكًا من الطلبة. رفع عصاه فوق رأسها، وبما أنها ما أحست، أرسل إليها لتحسّ وتدعو الرحمة فتخلصها. رفع يده ليضربها مهلكًا، وإذ كانت نائمة صرخ وأيقظها لئلا تُعَذَّب وهي نائمة. هبّت الغيرة من العدل على الحقيرة، وبالنعمة أرسل إليها لتهرب إلى التوبة. ثار غضبه على المدينة لإبادتها، فتقدمه حنانه يوصد دونه الأبواب فلا يدخلها. لو أن تلك الرحمة ما كانت هناك لِمَ اضطر إلى إرسال النذير؟ أرسله ليجنبهم الشرور فتكون بالتوبة فرصة فلا يهلكون...
وكتبت (نينوى) بالدموع طلبتها مثل رسالة أرسلتها إلى الله في مقره السامي: أتوسل إليك يا رب أبطل الحكم المُهيَّأ لي. أبعد الغضب الآتي يدمر أسواري ولاشِه. أسألك يا رب رُدّ السيف المُسلَّط عليّ. ورُدّ الغضب الجاثم فوق رأسي لئلا أُعَاقَب به. أسألك يا رب رُدّ عني مُخرِّبيّ الذين يتوعّدونني. واحفظ من الاضطراب أسواري المحيطة بي. أسألك يا رب احفظ أبنيتي من الدمار. ولتقم دون خراب أبوابي التي تحرص عليّ. يسألك تاج المَلِك الذي اُنتُزِع منه، والعرش الذي أُخلِي من الملك إلى أن تأمر. يتوسل إليك يا رب شيوخي المكبون على وجوههم، وكل أشرافي الممتلئة وجوههم رمادًا. يسألك الأطفال بالصوم الذي أنهكهم، والأمهات اللواتي ترين الألم في أولادهن. تتوسل البتول من أجل نضارتها كي لا تفسد. والمتأهّلة (المتزوجة) لأجل شريكها كي لا يتعذب. تتوسل إليك أيضًا يا رب الأرملة وكل أيتامها لئلا يلفّها الغضب بالخراب مع أحبائها. تسألك الوالدات وأولادهن لئلا يُسلَّم أحباؤهن إلى أيدي الغضب. يسألك نُظّام الزواج البار لئلا يُمنَعوا من الذرية بمصيبة عظمى. تتوسل العاقر التي تتشوَّق لترى ثمرة فلا ترى، المدينة تصبح كلها عاقرًا. تصرخ إليك الحوامل في ضيقاتهن لئلا تسقطهن في الدمار تحت المنازل. يضرع إليك الرضع مع الأرحام يا منير الكل، لتفتح لهم باب المراحم ويبصروا النور. تسألك الأبراج الشاهقة مع سكانها كي لا يُرسَل صوت الرعب فيهدمها. يضرع إليك سورنا المرتفع لتكون سوره، فلا يُفضَى إلى الدمار في السقوط كأنما في السبي. تطلب المدينة التي أخافها يونان بالأخبار السيئة. استجبها فهي تتضايق وتتوسل إليك لترضى بها. أرسل رحمة تفتح أبوابي فأنا متضايقة. ليفرج ضيقي حنانُك العظيم فأنا في شدّة. فلتساعدني نعمتك فأنا في كرب. ليكن حبك العظيم طبيبًا لي فأنا مريضة".


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx