اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون16 يونيو 2017 - 9 برموده 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 23-24

اخر عدد

التأصيل اللاهوتي للعمل المسكوني

نيافة الأنبا سرابيون أسقف لوس آنجلوس

16 يونيو 2017 - 9 برموده 1733 ش

تُعتبَر كنيستنا القبطية الأرثوذكسية رائدة في العمل المسكوني في العصر الحديث، وهو امتداد لدورها في العالم المسيحي والذي اشتهرت به كنيستنا في المجامع المسكونية الأولى. كنيستنا لها اشتراك واسع في المجالس المسكونية. فمنذ عام 1954 وكنيستنا عضو نشط في مجلس الكنائس العالمي. وقد كان قداسة البابا شنوده الثالث أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي في الفترة من عام 1991 إلى عام 1998. وكنيستنا عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل أفريقيا، والمجالس المسكونية في بلاد كثيرة مثل أمريكا وكندا وأستراليا وغيرها.

وكنيستنا لها اشتراك في حوارات لاهوتية متعددة، سواء الحوار الأرثوذكسي أو الحوار مع الكاثوليك والأنجليكان وغيرهم. كما تشارك كنيستنا في مناسبات مسكونية كثيرة، ولها علاقات تعاون مثل لجنة العلاقات مع الكنيسة الروسية. ويتبادل آباء كنيستنا الزيارات مع رؤساء الكنائس الأخرى في مناسبات عديدة أحدثها زيارة بابا روما والبطريرك المسكوني ولقاءهما مع قداسة البابا تواضروس الثاني في ٢٨ أبريل الماضي.

هذا النشاط المسكوني المتزايد لكنيستنا يحتاج أن يصاحبه تأصيل لاهوتي للعمل المسكوني حتى نتفادى بعض المشاكل والتحديات التي تواجه العمل المسكوني. العمل المسكوني هدفه تحقيق الوحدة المسيحية، وكنيستنا دائمًا تؤكد أن الوحدة المسيحية تقوم على وحدة الإيمان وتتحقق في وحدة الأسرار «رَبٌّ واحِدٌ، إيمانٌ واحِدٌ، مَعموديَّةٌ واحِدَةٌ» (أف4: 5). ولكن أحيانًا يحدث خلط بين الوحدة وبين التعاون أو الشهادة المشتركة. طريق الوحدة يمر بالحوار اللاهوتي لتحقيق الإيمان الواحد، ولكن كيف يكون الحوار اللاهوتي الجاد الذي لا يحيد عن الهدف ويتحول إلى مجرد لقاءات؟ وما هو الفرق بين الحوار اللاهوتي والحوار لأجل إيجاد أرضية مشتركة للتعاون والعمل المشترك؟

هل يمكن أن نصلي معًا ونحن نسعى في طريق الوحدة؟ هنا نحتاج أن نفرق بين الإشتراك معًا في صلاة مسكونية مثل الصلاة التي أُقيمت يوم الجمعة 28 أبريل 2017 بالكنيسة البطرسية، وبين الإشتراك في الصلوات الليتورجية لكنائس الطائفة في شركة كاملة معها؟ والفرق بين الاشتراك في الصلاة وحضور الصلاة؟ كيف ننظر إلى الكنائس الأخرى؟ كيف نرى اللقاءات المسكونية: هل هي فرصة للتعرف على الآخرين أم فرصة للكرازة للآخرين؟ ما هو الحد الأدنى في الإيمان للاشتراك في العمل المسكوني؟ مثلًا مجلس الكنائس العالمي يعرّف نفسه بأنه "زمالة للكنائس التي تعترف بالرب يسوع المسيح إلهنا ومخلصنا حسب الكتب المقدسة، وتسعى معًا لتحقيق الدعوة المشتركة لمجد الله الواحد الآب والابن والروح القدس". أي أن الإشتراك في مجلس الكنائس العالمي يتطلب الإيمان بالثالوث وبلاهوت ربنا يسوع المسيح وعمل الخلاص.

كيف نفهم عبارة Fellowship of Churches التي يستخدمها مجلس الكنائس العالمي لوصف علاقة الكنائس الأعضاء بالمجلس؟ أرى أنه توجد نقاط كثيرة تحتاج إلى حوار داخلي في كنيستنا لكي يكون هناك أساس لاهوتي واضح للعمل المسكوني الذي تشترك فيه كنيستنا بنشاط متزايد. وإنني أرى أن البيان المشترك الذي وقعه قداسة البابا شنوده الثالث مع قداسة البابا بولس السادس في 10 مايو 1973 يمثل نموذجًا للتأصيل اللاهوتي للعمل المسكوني يمكن أن نحتذي به. 



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx