اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

الخادم والموضوعات اللاهوتية والعقائدية

القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك

14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش

من الملاحظ في جيل خدامنا الحالي الهروب من الموضوعات اللاهوتية والعقائدية، إمّا عن خوف أو عن جهل أو عن تجاهل. ومن المؤسف أن أصبحت غالبية موضوعاتنا ومؤتمراتنا يختارها منظموها وخدامها بحبكة إعلامية، أكثر منها ما يفيد أو ما يبني، في تجاهل تام للأمور التي تمس المعرفة اللاهوتية أو العقائدية، وفي هذا خطر شديد.

أيّ خدمة روحية وأي مؤتمر وأيّة كرازة، بدون معرفة لاهوتية وتأصيل عقيدي، هي لا تُعد أكثر من نشاط أخلاقي أو اجتماعي.

وفي إهمال الموضوعات اللاهوتية والعقائدية احتقار لفحواها وقيمتها، الأمر الذي سيؤول تباعًا إلى نسيانها وتجاهلها وتغييب دورها. ويكون نتيجة لذلك أننا نجعل التعاليم البشرية والأرضية معيارًا للأمور الإلهية والأبدية، بدلًا من أن تكون المعرفة اللاهوتية والأبدية هي التي تقيس وتدين الأمور البشرية والزمنية!

+ وإذا قصّرنا في التعليم اللاهوتي والعقيدي، نكون قد أجرمنا في حق اللاهوت والعقيدة والمخدومين، ونكون بذلك جهّلنهاهم عن لاهوتهم وعلّقناه، ربما عن جهل أو عن كسل، وأصبحنا نميل إلي التعليم الفضائلي،  ربما لأنه يسهل تحضيره، أو لأنه الأكثر طلبًا من المخدومين، فصرنا نساير أبناءنا ونجاريهم في ميولهم لما يسمعون... وهذا خنوع وضياع وانعدام رؤيا...

كيف يستقيم الإيمان بدون تعليم ومعرفة لاهوتية وعقائدية سليمة؟

+ أرى في هذا تنكُّرًا للاهوت وخدمة للشر... لأننا حين نتجاهل اللاهوت ونعلقة نحن نصرح بشكل غير مباشر أنه لا ينفع ولا يجدي! وهنا نعلم أولادنا بدلًا من أن يمتزجوا بالمعرفة اللاهوتية أن يسايروا التعاليم الزمنية! هذه حقيقة لابد من مواجهتها، والسكوت عنها أو إغفالها يُعَد إنكارًا للإيمان بشكل خفي. علينا أن نستيقظ ونراجع أنفسنا كيف نخدم وماذا نرجو من خدمتنا؟

+ ربما تقديم اللاهوت والعقيدة بشكل تلقين المعلومات وذكر بعض الاصطلاحات بشكل جامد (مثل الأقنوم والانبثاق والجوهر) صنع حاجزًا في أذهان المخدومين، إذ كان يجب أن يلمس اللاهوت أعماق احتياجاتهم أكثر مما يخاطب عقولهم.

علينا أن نعمّق التعليم اللاهوتي والعقيدي، ونطوّر أساليبه بما يتناسب مع احتاجات المخدومين. علينا أن نشجع على القراءة والتنوير والمعرفة والتنقيب في كنوز كتابات الآباء، ولا نعتبر أن التعليم اللاهوتي يقتصر على الراغبين والدارسين، فكنيستنا القبطية استطاعت أن تجعل من بسطاء شعبها معلمين للاهوت من خلال نصوصها الليتورجية في تسابيحها وصلواتها، وحفظتهم من الهرطقات، وقدمتهم شهداء على مذبح الحب والإيمان. فكيف ننحو نحن إن إهملنا تراثًا وتاريخًا هذا مقداره؟! علينا أن نعرف ونعلّم ولا نسكت ولا ندعه يسكت...




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx