اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون28 يوليه 2017 - 21 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

المحبة وقبول الآخر

نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر

28 يوليه 2017 - 21 أبيب 1733 ش

انتشرت في هذه الأيَّام رذيلة الكراهية وعدم قُبٌول الآخر، فالأخ يُبغِض أخاه، والقريب يكره قريبَه، والمُواطن لا يقبل أخاه المُواطن الذي يختلف عنهُ في الدَّين أو العقيدة، وهذا كُله سببه قِلَّة المحبَّة بين النَّاس، وكمُلت النُّبوة القائلة: «لكَثْرَةِ الإثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثيرِينَ» (مت24: 12).

السَّيِّد المسيح له المجد علَّمنا المحبَّة وقُبُول الآخر قولًا وفعلًا، قَالَ «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ....وتُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» (مر12: 30-31)، ويعني بالقريب هُنا كل إنسان أخ لنا في الإنسانيَّة، كما قال: «بِهذَا أُوصِيكُم حَتَّى تُحِبُّوا بَعضُكمْ بَعْضًا» (يو15: 17)، حتى وصل إلى قوله: «أَحِبُّوا أَعْدَاءكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنيكُمْ. أَحْسنُوا إِلَى مُبْغضِيكُمْ وَصَلَّوا لأَجْلِ الَّذينَ يُسِييئُّونَ إِلَيكُمْ وَيَطْردُونَكُمْ لِكَي تَكُونُوا أَبْنَاء أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت5: 44-45).

مسيحنا العظيم أوصى بالمحبَّة وقُبُول الآخر، وقال: «مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُني» (مت10: 40)، فالمطلُوب من كل إنسان منَّا أن يحب الآخر كما يحب الله نفسه، وأن يقبل الآخر كما هو، والرَّب يسوع نفسه صلَّى من أجلنا لتكون لنا هذه المحبَّة عالية المستوى، وقال: «لِيَكُون فَيَهُم الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَني بِهِ» (يو17: 26).

المسيح له المجد كما قال فعل، أوصى بالمحبَّة وقُبُول الآخر، أحبَّنا إلى المُنتهى، وقَبِلَ كثيرين من المخالفين له في الرأي والمنهج، قبلهم واقترب منهم، وأحبَّهم حتَّى غيَّر حياتهم إلى الأفضل:

+ قَبِلَ متَّى العشَّار، وجعله رسولًا ومُبشِّرًا وكاتِبًا لأول إنجيل.

+ قَبِلَ نثنائيل المُتعصِّب، وجعله ضمن الاثني عشر رسولًا، وغيَّر اسمه إلى برثُلماوُس.

+ قَبِلَ زَكَّا رئيس العشَّارين، وجعله تائبًا ومُحسنًا كبيرًا.

+ قَبِلَ السامرية، وحوَّلها من بؤرة فساد إلى تائبة ومُبشِّرة.

+ قَبِلَ الفَرِّيسيين المعاندين المتعصّبين المتكبرين، ودخل بيوتهم، وأكل معهم (لو7).

+ قَبِلَ خطاة كثيرين ممَّا قيل: «وَكَاَن جَميعُ العَشَّارِينَ وَالْخُطَاة يَدنُونَ منْهُ ليَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ» (لو15: 1-2).

مُعلَّمنا بُولس الرسول يشجّع على المحبَّة وقُبُول الآخر، فيقول: «اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنْ الْمَسيحَ أَيْضًا قَبِلَنا لمَجْدِ الله» (رو15: 7).

توسَّل إلى أهل كورنثوس المعاندين قائلًا: «اقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَدًا. لَمُ نُفْسِدْ أَحَدًا. لَم نَطْمَعْ في أَحَدٍ» (2كو7: 2).

إذا كان الآخر لا يؤذيك يا أخي، فلماذا تؤذيه بأي نوعٍ من الأذية، ولو حتى بالكلام؟! كذلِك يقول لأهل كورنثوس مُتوسِّلًا طالبًا المحبَّة «فَمُنَا مَفْتُوحٌ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْكُورِنْثُّيونَ. قَلْبُنَا مٌتَّسعُ. لَسْتُمْ مُتّضَيِّقينَ فيِنَا بَلْ مُتَضَيِّقِينَ فِي أَحْشَائِكُمْ. فَجَزَاء لِذِلكَ أَقُولُ كمَا لأَوْلاَدي: كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ» (2كو6: 11-13)، أي محبين تقبلون الكل بسعة صدر ورحابة قلب.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx