اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون28 يوليه 2017 - 21 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 29-30

اخر عدد

مدارس الوعظ

نيافه الانبا مكاريوس الاسقف العام

28 يوليه 2017 - 21 أبيب 1733 ش

في الوعظ والتعليم هناك عدة مدارس: واحدة منها هي المدرسة المتشدّدة القاسية، التي لا تقبل الثغرات والضعفات، بل تصبّ الويلات وتحذّر من الدينونة الرهيبة والدود والنار. والمدرسة النفسية، والتي تنتهج التأثير النفسي والانفعال الوقتي. والمدرسة العقلية، والتي تعتمد إعمال العقل والمنطق، وتربّي عقولًا فقط. والمدرسة المثالية المُطلَقة الحالمة، التي ترى أنه من الطبيعي أن يعيش البشر في سلام، وأن يكون الجميع قديسين. والمدرسة العملية الموضوعية، والتي تميل إلى الجوهر والمُحتوى أكثر من الظاهر. والمدرسة المترفّقة، والتي ترثي لضعف البشر، وتلتمس العذر، وتنتهج طول الأناة. ثم المدرسة المتدرّجة، وتميل إلى النمو المتدرّج لأنه أكثر ضمانًا من الطفرات، وهذه الأخيرة تحقّق أهدافها في الحقيقة أسرع من سابقاتها. ولكن أهمهم هي المدرسة الشاملة، والتي تراعي كل ما سبق بحكمة ووعي، في خليط متجانس، واختيار ما يناسب الوقت والشخص والفروق عامة.

ومن بين سمات الذين يعتلوا المنابر: الخطيب، وهو المفوّه صاحب العبارات الرنّانة، والذي يلهب حماس المستمعين، وقد لا يتعدّى تأثير الخطبة أو العظة مكانها وزمانها فقط. ثم الواعظ، وهو الذي يضرب غالبًا على وتر التأنيب والتبكيت، وربما السخرية. ثم المُختبِر، وهو الشخص الذي ذاق حلاوة الحياة مع الله، ومن ثَمّ يسلّمها لمستمعيه كخبرة حيّة. ومن ثَمّ فهناك الواعظ الغاضب، والثائر، والناقم، والجازم، والمرح، والمريح، والمنطقي، والمتوازن.

أمّا أنت... فتقبّل كل كلمة تسمعها وكأنها مُرسَلة إليك خصيصًا من الله، لا تقيّم واعظًا أو عظة، بل اهتم أن تتعلّم وأن تخلص.

«صِرتُ للكُلِّ كُلَّ شَيءٍ، لأُخَلِّصَ علَى كُلِّ حالٍ قَوْمًا» (1كورنثوس9: 22).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx