اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

حَبيبُنا قدْ نَام - كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني في جنازة المتنيح الأنبا كيرلس مطران ميلانو

قداسة البابا تواضروس الثانى

25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين

تقول كلمات الكتاب المقدس: «هوذا فتايَ الّذي اختَرتُهُ، حَبيبي الّذي سُرَّتْ بهِ نَفسي... لا يُخاصِمُ ولا يَصيحُ، ولا يَسمَعُ أحَدٌ في الشَّوارِعِ صوتَهُ. قَصَبَةً مَرضوضَةً لا يَقصِفُ، وفَتيلَةً مُدَخِّنَةً لا يُطفِئُ... وعلَى اسمِهِ يكونُ رَجاءُ الأُمَمِ» (مت12: 18-21). هذه الكلمات النبوية قالها الوحي الإلهي عن السيد المسيح، ونستعيرها في صورته الرمزية ونقولها عن حبيبنا نيافة الأنبا كيرلس مطران ميلانو.

نجتمع جميعًا يا إخوتي الأحباء لنودع هذا المطران الجليل، نودعه على رجاء القيامة. نتألم في قلوبنا ونحزن، وتبكي عيوننا وتدمع، ولكننا في نفس الوقت نحمل رجاءً وإيمانًا، ونعرف أن الذين ينتقلون من الأرض يصيرون لنا شفعاء في السماء.

عندما نجتمع لنودع حبيبًا عاش بيننا وخدمنا وتعب من أجلنا كثيرًا، نودعه، وتنفتح قلوبنا على السماء. ونشعر في داخلنا بألم الفراق وألم الابتعاد، ولكن في ذات الوقت نشعر أن صار لنا صديق في السماء، يرفع عنا صلوات، ويتشفع من أجلنا.

عندما نجتمع في حقيقة الموت، وهي الحقيقة الصادقة في حياتنا، ونجتمع ونعلم أن كل البشر مصيرهم إلى هذا المنتهى، لكي ما تبدأ الحياة الجديدة. يعيش الإنسان على الأرض، يعيش حياته طولًا وعرضًا، ولكن الله ينظر إلى ما في قلبه من محبة وأمانة. ينظر ما في قلبه وما جمعه في قلبه من المحبة ومن الأمانة. وينظر ويرى ويعرف كم كان إنسانًا بارًا. عندما نجتمع نعرف أن الموت هو انتقال من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى، ونعلم أننا نترك الأرض بكل أتعابها وهمومها، ونذهب إلى الحياة الجديدة. ونعلم أيضًا أن الموت هو الانتهاء من كل أتعاب الأرض وكل آلامها وكل همومها «طوبى لمن اخترته يا رب ليسكن في ديارك». ونعلم أيضًا ونقرأ في سير الآباء عن ما يُسمّى بـ"اختطاف الأبرار"، هؤلاء الذين يرى الله حياتهم ويرى جودها وصلاحها واكتمالها، فيخطفهم كما كان الحال مع أخنوخ. كُتِب عن أخنوخ الصديق في العهد القديم «وسارَ أخنوخُ مع اللهِ، ولَمْ يوجَدْ لأنَّ اللهَ أخَذَهُ» (تك5: 24). سار أخنوخ مع الله، وهكذا كل إنسان بار يسير مع الله. يسير الإنسان مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه وصار عنده.

بالموت نصل إلى الله، ونصل إلى مسكننا الحقيقي. فكما يعبّر الكتاب المقدس أننا نعيش في خيمة الأرض، فالجسد الذي نحن فيه هو بمثابة خيمة، والخيمة تعني أنه ليس مسكنًا دائمًا. وينتقل الإنسان من الأرض إلى الحياة السماوية، ينتقل حيث الحياة، حيث السكنى مع الله، حيث الفرح، حيث السلام، حيث الهدوء، حيث الراحة. الإنسان لا يجد راحة على الأرض إطلاقًا، ولكن هناك في السماء يجد الراحة الحقيقية من كل أتعاب الأرض. لا تظنوا يا إخوتي أن الإنسان فينا مخلوق أرضي، أنت مخلوق سماوي، وبُعثِت من السماء لكي توجد على الأرض فترة، سنين معدودة، ثم تنتهي هذه السنوات لكي ما يكون لك عودة إلى مسكنك الأبدي، إلى السماء.

نحن نودع حبيبنا الأنبا كيرلس إلى مسكنه السماوي. الأنبا كيرلس أعرفه منذ أكثر من ثلاثين سنة، وقبل دخولي أنا الدير، وأعرف فيه وداعته ومحبته وقلبه المتسع. ثم مرّت سنوات كثيرة جدًا، وشاء الله أن يعطينا هذه المسئولية التي نحن فيها، وكنا بدأنا في عملية ترتيب وتنسيق العمل الكنسي، فكان من أول القرارات التي ابتدينا بها قرار "النائب البابوي لأوروبا"، وطبعًا ده كان منصب مُستحدَث وجديد، ولكنه كان ضروريًا وهامًا جدًا من أجل تنظيم العمل. وبحق، وأشهد أمام الله، أنه قام بمسئولية هذا العمل خير قيام. ولكن قبلها -قبل أن يكون نائبًا بابويًا- أعرف محبة المتنيح البابا شنوده الثالث للأنبا كيرلس، وأعرف بداياته وخدمته في المنيا التي مازال كثير من شعب المنيا يتنسّم عبيرها. وخدمته في سوهاج. ثم خدمته أيضًا في القاهرة، كل ده عندما صار راهبًا وأسقفًا. ثم انتدبه البابا شنوده إلى أكثر من مكان، في برايتون في إنجلترا، وأيضًا في النمسا في جراتس، وفي بعض الخدمات الأخرى التي استمرت شهورًا قليلة. ثم جاء إلى هذا المكان لكي ما يبدأ عملًا جديدًا. جاء إلى هذا المكان ولم يكن بهذه الصورة، وكثير منكم يشهد على هذا الأمر. ثم بدأ يعمل بنعمة المسيح عملًا قويًا، وبدأ يؤسّس ديرًا، وبدأ يؤسّس إيبارشية، فصارت إيبارشية ميلانو وهو أول أسقف عليها، الإيبارشية القبطية، ولم تكن توجد قبل ذلك، ولحقها بهذا الدير العامر، دير القديس الأنبا شنوده في ميلانو. وبدأ يخدم ويزرع الكنائس لرعاية هذا الشعب المحب للمسيح. وصارت خدمته خدمة قوية، وخدمة فعّالة، وخدمة مثمرة، ولكن الأهم من هذا وذاك أن خدمته كانت خدمة هادئة، ودائمًا «ثمر البر يُزرَع في سلام للذين يحبون السلام»، فالطبيعة تعلمنا أن الأشجار الضخمة عندما تُزرع بذورها في الأرض لا نسمع منها صوتًا، تنمو في صمت وفي هدوء، وهذه أحد علامات النجاح، فالصخب ليس من النجاح. وعَمِل نيافة الأنبا كيرلس عملًا كبيرًا ليس فقط في حدود إيبارشيته، ولكن امتد في اتجاهين آخرين. أولًا امتد في اتجاه خدمة إخوة الرب في مصر، وكانت هذه الخدمة تأخذ من فكره ومن عمله ومن خدمته مساحة واسعة، فخدم في مواقع كثيرة جدًا في مصر خدمة الفقراء ولا أحد يعلمها إلّا الله. وعضّد هذه الخدمة كثيرًا، ولم يظهر في الصورة إطلاقًا، وتعب فيها كثيرًا، واتسعت هذه الخدمة سنة بعد سنة ولم يعرف أحد، ولكن الله يعرف. هذه الخدمة التي امتدت لمصر امتدت في الخفاء كقول الكتاب، ونفّذ الوصية حرفيًا، وإن كان ليست على مستوى فردي، ولكن على مستوى إيبارشيته وإيبارشيات أخرى وكنائس عديدة... هذا اتجاه.

أمّا الاتجاه الآخر فكانت من خلال مسئولية النائب البابوي. النائب البابوي وظيفته أن يقوم بعمليات تنسيق الخدمة في دول أوروبا، فنحن لنا خمسة عشر مطرانًا وأسقفًا في أوروبا، في كنائسها وإيبارشياتها. فيه إيبارشيات اكتملت وكانت بمساعدته، فهولندا عندما صارت إيبارشية، واليونان عندما صارت إيبارشية، وجنوب فرنسا وجينيف، وهكذا... عندما صارت هذه إيبارشيات كانت بمعونته. وأماكن أخرى تؤهَّل لكي ما تكون إيبارشيات، أيضًا عملت فيها روحه الوديعة. ثم أماكن جديدة خالص تواجد فيها أعداد قليلة من الأقباط المصريين، وأيضًا بدأ يخدم فيها. ربما بعضكم لا يعلم أنه بدأ يخدم في البرتغال وفي إسبانيا وفي سلوفاكيا، وهذه مناطق توجد فيها عائلات قبطية تحتاج إلى الخدمة والرعاية وتأسيس كنائس لهم. عمل هذا كله وأمور أخرى، عملها في منتهى الصمت والهدوء. وكان هدوؤه سبب نجاحه. وكان صمته المصحوب بالصلوات، سبب ثمر، وسبب الثمار الكثيرة التي يفرح بها الله.

ليس هذا فقط، ولكنه عبر خدمته وأسقفيته وقبلها رهبنته، امتاز أيضًا بشيئين في غاية الأهمية: امتاز بالطبيعة الفنية، والعمل الفني الجميل والرقيق. الكنيسة التي نحن فيها الآن، كنيسة هذا الدير، تجدون فيها لمسات الجمال حتى في أصغر الوحدات. اهتم بالنظرة الفنية. وهذا الجمال هو تعبير عن جمال السماء. لا تنسوا أن معلمنا داود النبي قال في المزمور 27: «واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس، أن أسكن في بيت الرب... وأن أنظر إلى جمال هيكله المقدس». فكان الفن أحد وسائله في الخدمة. وباعتباره مهندسًا، وباعتباره له هذه الطبيعة وهذه الموهبة، استثمرها كثيرًا في الخدمة. حتى المطبوعات التي طُبِعت، وحتى الأماكن التي تأسّست، صارت تنطق بجمال هادئ وجمال رقيق، وكأن الجمال هو شكل من أشكال العبادة القلبية. واهتم في هذه الصورة بالأكثر بالأطفال، وتنشئة أجيال الإيبارشية. ومن الملاحظات التي كنت ألاحظها -لأنني جئت هنا عدة مرات- أنني كنت ألاحظ أن الأطفال والصغار والفتيان والفتيات يتصرفون كلهم بطبيعة واحدة، شربوا من نبع واحد، تعلموا بصورة واحدة، عاشوا الكنيسة في جمالها وفي بساطتها وفي العبادة النقية. وشبّت أجيال وأجيال في هذه الإيبارشية بحسب ما أعطاه الله من عمر ومن جهد ومن وقت. هذا الجمال وهذا الفن انطبع في أماكن كثيرة جدًا في هذه الإيبارشية المحبة للمسيح.

الأمر الآخر أنه كان صاحب قلم يكتب به تأملات عميقة واختبارية، ونَشَرَت مجلة الكرازة -مجلة الكنيسة القبطية، المجلة الرسمية- ومنذ زمن البابا شنوده، نشرت مقالات عديدة جدًا كان تخاطب نفوس وأرواح وقلوب القُرّاء، وتؤثر فيهم بشدة. رغم أن المجلة تحوي مقالات عديدة، لكن مقالة نيافة الأنبا كيرلس مقالة تتميز بأنها ذات عمق روحاني كبير. وهذا العمق الروحاني فيه قدر واسع جدًا من التأمل ومن الصلاة. كان مقالات جذّابة، وأرجو أن يقوم أبنائه يومًا بجمع هذه المقالات ونشرها، لأنها بالحقيقة غذاء للأرواح، وهامة جدًا أن نقرأ فيها، وأن نتعلم، ونتلمّس الروح الذي عمل فيه.

في هذه الخدمات الكثيرة التي قام بها، قام أيضًا بالإعداد بما بدأنا به وما نسميه "مؤتمر خدمة كنائس وإيبارشيات أوروبا"، الذي نقيمه مرة كل عامين. وكان في شهر مايو الماضي هو المرة الثالثة، واشتركنا فيها، وكانت هي المرة الأخيرة التي تقابلت فيها معه. كان يهتم بهذا المؤتمر اهتمامًا كبيرًا، يختار له موضعًا جيدًا، ومعه مجموعة تساعده. ويختار مكانًا فيه راحة لكل المقيمين من ناحية الإقامة من ناحية الضيافة وناحية المحاضرات والتعليم والحوار والجلسات، وحتى من ناحية الطبيعة الجميلة في تلك الأماكن. في آخر مؤتمر الذي كان في مايو اجتمعنا فيه، وكانت الفرحة والسعادة تسود كل الحضور، كانوا أكثر من مائتي شخص لمدة ثلاثة أيام، والتقطنا صورًا تذكارية، وكانت هناك صورة معبّرة للغاية اجتمعنا فيها جميعًا في لقطة فريدة، وهو بعد أن التقط الصورة معنا تركنا لكي ما يعدّ الخطوة التالية في المؤتمر، وكان المصور أن أخذ هذه الصورة وكأنه ينطلق ويمشي ويتركنا على الأرض.

كان لديه إحساس قوي أنه سيترك الأرض قريبًا، ولذلك -كما قال لي الآباء- أنه بدأ نهضة صوم العذراء مبكرًا، وزار كل كنائس الإيبارشية، واجتمع مع شعب الكنائس التي لم يزرها، وتقابل مع كل الآباء، تصرف معهم بصورة كأنه يودعهم.

في يوم السبت الماضي أرسل لي رسالة على التليفون، ولم تكن رسائله إلّا لموضوعات. يعني يبعت لي رسالة علشان موضوع أو أرد عليه علشان موضوع. في هذه الرسالة بعت صلاة قصيرة يصلي فيها من أجلي ويشجعني فقط، وليست رسالة لأي موضوع. وبقيت محتار أرد أقول إيه، طبعًا مفهمتش هو يقصد إيه بالرسالة دي، لكن كانت رسالة وداع. وبعثت أقول له أحتاج صلواتك بشدة، وانتقل في يوم الاثنين الماضي.

نحن نتذكر مطرانًا جليلًا بالحقيقة، تفقده الكنيسة كمطران وكعمود من أعمدة وجودها المعاصر. وأشعر أنني أفقده صديقًا محبًا وفيًا مخلصًا، أخًا محبوبًا، مساندًا ومشجعًا. وأشعر أن رحيله خسارة كبيرة، ولكننا نؤمن ونشكر الله دائمًا، ونقول: "نشكرك على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال". ونحن نقول كما يقول الكتاب: «صَمَتُّ لا أفتح فاي لأنك أنت فعلتَ». نقف بالإيمان أمام الله ونحن نودّعه، ونثق أن الله هو صاحب الحياة من أولها إلى آخرها. هو يتركنا، ولكنه يسكن في قلوبنا، فالذين نحبهم لا يرحلون، إنهم يسكنون في القلب. والذين نحبهم بالحقيقة لا يمكن أن يبتعدوا عن أذهاننا وأفكارنا، لا يمكن... فالحب هو الرباط القوي الذي يجمعنا، والذي يربطنا جميعًا، نحن هنا على الأرض، وأيضًا من هم في السماء. نحن نودعه عزيزًا مباركًا عاش بيننا، خدم كنيسته وخدم وطنه، وقدّم نموذجًا رائعًا للأب الأسقف والأب المطران، في خدمته وفي إخلاصه وفي أمانته، وفي الصفات الطيبة التي تحلّى بها، والتي كنا نراها. وأنا أعرف أن له صفات أخرى طيبة ومجيدة، وإن كانت لم تظهر أمامنا. ترك هذا الدير وآباؤه الرهبان يحبون بعضهم بعضًا بالحقيقة. وترك هذه الإيبارشية ومجمعها الآباء الكهنة وأسرهم في محبة كبيرة. وهذا أعظم ميراث نرثه من هذه الخدمة العظيمة... ما أشهى أن يكون الأخ الخادم أو الأب الخادم، أن يكون أولاده وأبناؤه ميراثهم منه ليس أيّة أمور مادية ولكن هو ميراث المحبة الغالي.

نحن نودعه باسم المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، باسم كل الآباء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع، وأيضًا باسم الآباء المطارنة والأساقفة الحضور معنا هنا، والذين أتوا من بلاد كثيرة، ومحبة راحلنا الكريم هي التي جذبتهم لكي نشترك جميعًا في وداعه.

نقدم التعزية الكاملة لشقيقه بالجسد، أخينا الحبيب نيافة الأنبا بطرس أسقف شبين القناطر في القاهرة بمصر. ونقدم العزاء لكل أحبائه وأبنائه، ليس فقط في هذه الإيبارشية بكل قطاعاتها، لكل الآباء الكهنة، والآباء الرهبان، لكل الخدام والخادمات، ولكل الشعب الصغار والكبار، ولكن أيضًا نقدم العزاء لكل محبيه في أماكن كثيرة في العالم. إنه خلال خدمته بإيبارشيته فتح قلبه وديره وإيبارشيته لناس كثيرين، يأتون يحملون الهموم ويرجعون وهم فرحون. يتركون أتعابهم هنا في هذا المكان وفي الحوار معه وفي الحديث معه، في لطفه في محبته في بساطته في صلواته في تأملاته، ويرجعون إلى بلادهم وأماكنهم وهم فرحون ومتعزون.

نحن إنما نفتقده على الأرض، ولكن نكسبه في السماء. نعزّي كل الأحباء الذين تلامسوا معه، والذين تأثروا برحيله المفاجئ، وكما قلت إن الرحيل المفاجئ علامة كبيرة دائمًا عن وجود البر في حياة الإنسان.

نعزي الجميع، ونعتبر رحيله درسًا لنا جميعًا في الاستعداد للأبدية، فكما قال القديس بولس الرسول: «ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله لمحبي اسمه القدوس».

هو الآن يقول مع بولس الرسول: «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدًا»، ونحن نطوّبك على هذه الشهوة وهذا الاشتهاء.

يعطينا مسيحنا أيها الأحباء أن يعزينا جميعًا، ويملأ قلوبنا بهذه التعزيات. ونحن نعيش ونتذكر إنسانًا خادمًا، بالحقيقة كان قلبه بحسب قلب الله. نودعه ونستلهم التعزية من ربنا يسوع المسيح لقلوبنا جميعًا، ووجودنا هنا في وسط الصلوات والقراءات التي استمعنا إليها وشاركنا فيها. وفي نفس الوقت كأن قلوبنا كلنا تتعهد أمام الله في هذه المناسبة أن نذكر خدمته، وكما خدمنا بالحقيقة وبالأمانة نخدم جميعًا بالحقيقة وبالأمانة أمامه، ونصلي ونقول له: "يا رب أعطنا النهاية الصالحة، وكمّل أيام حياتنا بسلام". لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx