اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

صلاة اليعازر الدمشقي

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش

في سفر التكوين أصحاح 26، يحكي الكتاب عن إرسال أبينا إبراهيم لرئيس بيته أليعازر الدمشقي إلى أرضه وعشيرته لكيما يختار لابنه اسحق زوجة. ويحكي الكتاب أيضًا عن ذهاب أليعازر إلى أرض عشيرة أبينا إبراهيم، وعن صلاته، وعن طلبته من الله أن يرشده إلى الفتاة التي يختارها الرب زوجة لابن سيده، وعن طلبته من الرب أن يعطيه علامة خاصة أن تسقيه الفتاة، وتسقي أيضًا جماله. القصة بسيطة في أحداثها، لكنها تحمل الكثير من الدروس والمعاني الروحية العميقة...
1) القصة تحكي عن رغبة إبينا إبراهيم ألّا يتخذ لابنه زوجة من بين الأمم، ولا أن يرجع بإسحق ليرتبط بفتاة في أرض آبائه، فإبراهيم كان قد خرج من أرض آبائه خلف الرب، وبسبب دعوته له، وهو يصرّ ألّا يتراجع عن عهد دعوته الأولى والتزامه الروحي مع الرب تبعًا لوصية الرب «اذهَبْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ ومِنْ بَيتِ أبيكَ إلَى الأرضِ الّتي أُريكَ» (تك12: 1).
2) القصة أيضًا تحكي كيف أن اليعازر أطاع وخرج متكلّا على طلبة سيده عنه أن يُنجِح الرب طريقه، وخرج أليعازر مُحمَّلًا ببركة إيمان أبينا إبراهيم، ومتشجِّعًا في الطريق، وواثقًا أن الرب لابد أن يُنجِح طريقه بسبب طلبة إبراهيم عنه.. وهذا أمر يجعلنا نثق أن طلبة القديسين عنا تسندنا كثيرًا في طريق حياتنا.
3) كانت حياة أليعازر في بيت إبراهيم سيده درسًا حيًا في الإيمان، تعلمه أليعازر من سيده، فخرج أليعازر مؤمنًا أن الرب يُنجح طريقه، وصلّى صلاة عميقة من قلبه، واثقًا أن الله لابد أن ييسّر مهمته، تمامًا كما رأى سيده يفعل. فكما عاش إبراهيم بالإيمان، هكذا تسلّم أليعازر أن يحيا بالإيمان. وهكذا ينبغي أن تكون حياتنا قدوة لكل من نتعامل معهم.
4) كان أليعازر درسًا لنا جميعًا أن الإنسان الذي يختبر عمل الصلاة ويتقنها، يمنحه الله حلًّا لكل مشاكله، ويعينه في كل خطوات حياته.. فأليعازر قد صلّى وطلب إرشادًا من الرب، والرب أيضًا استجاب له، وسهّل مهمته.
5) هذه القصة درس واضح كيف أن الله هو الذي يقود كل أحداث حياتنا ويرتبها بحسب مشيئته الصالحة، فأليعازر كان ذاهبًا إلى أرض غريبة، ولم يكن يعرف أحدًا من بيت سيده إبراهيم، نعم هو قد أعدّ القافلة والهدايا وخرج في طريقه، لكن الله هو الذي هداه في هذا الطريق، وهو الذي دبّر أن تخرج رفقة في ذلك الوقت لتستقي، وتلتقي أليعازر، وهو الذي جعلها تقبل أن تسقي أليعازر وأيضًا جماله المُتعَبة من السفر. وهذا أيضًا درس روحي جميل فيما تصنعه الصلاة في حياتنا، وكيف أنها تفسح المجال لروح الرب ليدبّر كل أمور حياتنا.
6) صلّى أليعازر وسلّم المشيئة لله، والرب استجاب وأعطاه أن يقابل رفقة من بيت وعشيرة سيده، فالله لا يستجيب إلّا للطلبات التي هي حسب قصده المُفرِح، وترتيبه الحكيم. لذلك فإن طلبة التوبة هي طلبة دائمًا مقبولة أمام الرب لأنها حسب مشيئته التي تريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.
7) أليعازر أيضًا يترك لنا رسالة أن الإنسان الذي يسلّم أموره في يد الله بالصلاة، ويقدم إرادة الله في حياته، يحيا في سلام ويختبر فرحة استجابة الله لصلواته وطلباته.
8) أخيرًا... القصة تحمل لنا فكرة عن بركة الرب لكل خادم يتعب في خدمة الميل الثاني، فهذه رفقة لم تقبل أن تسقي أليعازر فقط، بل أصرّت أن تسقي كل جمال القافلة، في قبول حكيم لخدمة الميل الثاني، لذلك فقد وهبها الرب أن تصير أُمًّا لشعوب كثيرة بسبب زواجها من إسحق بن إبراهيم، وتصير جدة لربنا يسوع حسب الجسد..



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx