اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

ميلاد الكلمة

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش

يقول القديس كيرلس الكبير: الله الكلمة أي إبن الله الوحيد له ميلادان
الميلاد الأول من الله الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته.
الميلاد الثاني من العذراء القديسة مريم في ملء الزمان بحسب ناسوته.
الميلاد الأول هو ميلاد طبيعي مثل ولادة الفكر من العقل وولادة الشعاع من النور. وله نفس الطبيعة والجوهر. لا يوجد عقل بلا فكر، ولا نور بغير شعاع. هكذا فولادة الكلمة من الآب هي بلا بداية. ولا يمكن أن يوجد الله بدون كلمته. وقيل عن الابن الكلمة في علاقته مع الآب أنه «بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ أقْنومِهِ» (عب1: 3)، وأنه «صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ» (كو1: 15).
العقل والكلمة هما عقل واحد، والنور والشعاع هما نور واحد. وكما أن الفكر أو الكلمة هو ابن العقل؛ لأنه مولود منه. لذلك دُعِي كلمة الله أنه ابن الله بالولادة الطبيعية.
هذه الولادة قبل كل الدهور أي قبل خلقة الزمن؛ فهي فوق الزمن وخارج الزمن. لذلك قال معلمنا بولس الرسول عن التدبير الإلهي لخلاصنا في قصد الله وحسب مسرة مشيئته «بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ وَإِنَّمَا اظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ» (2تي1: 9-10). هذا التدبير الإلهي الذي أُعطِي لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية يعني أنه في قصد الله قبل خلقة الزمن، لأنه معلوم عند الله كل أعماله قبل الأزمنة الأزلية.
الميلاد الثاني: من العذراء مريم بحسب الجسد. يقول معلمنا بولس الرسول «وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ إمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ» (غل4: 4-5).
كان الآب يرتب كل شيء بالرموز والنبوات في العهد القديم، وينتظر مجيء من تستحق أن تُدعى والدة الإله دون أن تُصاب بالكبرياء بسبب هذا الشرف العظيم، ونحن نعبّر عن هذا الأمر في التسبحة ونقول: [الآب اطّلع من السماء، فلم يجد من يشبهكِ، أرسل وحيده، أتى وتجسد منكِ] (ثيئوطوكية يوم الأربعاء). وقال لها جبرائيل الملاك حينما جاء ليبشرها: «لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ» (لو1: 30). وفي تسبحة العذراء مريم بعد ذلك قالت: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ. وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي. لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ» (لو1: 46-48).
لقد حلّ أقنوم الروح القدس على العذراء مريم وطهرها وقدسها وملأها نعمة، ولكنه اتخذ من أحشائها طبيعة بشرية كاملة جسدًا وروحًا عاقلًا بلا خطية لتكون ناسوتًا اتحد به الله الكلمة في نفس لحظة تكوينه بالروح القدس من العذراء القديسة مريم، وجعله واحدًا مع لاهوته بغير أختلاط ولا امتزاج ولا تغيير "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة" كقول القديس كيرلس الكبير.
إن الذي تجسد ووُلِد من العذراء القديسة مريم بغير زرع بشر أي بغير زواج بحسب ناسوته؛ هو هو نفسه الله الكلمة الذي وُلِد من الآب بحسب لاهوته. لهذا قال بولس الرسول: «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عب13: 8). هو هو نفسه تعني أنه بنفس شخصه وليس آخر.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx