اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

الاستعداد للتناول

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش

ما أحلى أن نشترك في التناول من سر الإفخارستيا في القداسات الإلهية، حتى يتحقق الثبات في المسيح «مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فِيَّ وأنا فيه» (يو6: 56)، ويصير هو مصدر حياة لمن يتناول، ويصير التناول مصدر حياة «كما أرسلني الأب الحي وأنا حي بالأب، فمَن يأكلني يحيا بي» (يو6: 57). ولكن هناك تحذير من التناول بدون استعداد يعطي استحقاقًا للتناول: «أَيّ مَنْ أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه» (1كو11: 27).
من هنا يظهر السؤال: ما معنى الاستعداد للتناول للتمتع بالشركة المقدسة بحق؟ وأبدأ بقول رائع للقديس الأنبا رويس: "يليق بمن يتناول جسد الرب ودمه أن يكون داخله في نقاوة أحشاء العذراء مريم التي تجسد ابن الله الكلمة في أحشائها وولدته ليفدينا".. 
ويعلق القديس أغسطينوس عن التربة الصالحة لبذور كلام الله: "اقبلوا التربة الصالحة بالمحراث، أزيلوا الحجارة من الحقل، وانزعوا الأشواك عنها.. احترزوا أن تحتفظوا بالقلب القاسي الذي سرعان ما تعبر عنه كلمة الله ويفقدها. فاحذروا من أن تكونوا أرضًا محجرة لها تربة خفيفة، فلا تتمكن من أن يكون لها جذور المحبة في العمق، أو تختنق من الشوك الذي هو الشهوات المرفوضة، بل كونوا أرضًا جيدة تصنع ثمرًا مائه وستين وثلاثين". والسؤال الآن ما هو المطلوب لتحقيق ذلك؟ 
(1) الإيمان المستقيم: بغير ارتياب (شك) وبغير انحراف عن الإيمان الذي تسلمناه من القديسين. فالأمانة الأرثوذكسية تُنشئ استقامة الحياة المقدسة مع الله. والناس وكان مرد الشماس "من هو مستعد فليتقدم للتناول من الأسرار المقدسة، ومَنْ هو غير مستحق فليبتعد لئلا يحترق بنار اللاهوت".. وهذا تحذير ينبّه لضرورة الإيمان السليم المعاش والمثمر بأعمال صالحة.
(2) انسحاق القلب: ففي صلاة الاستعداد يصلي الكاهن سرًا: "أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس المستريح في قديسيه، الذي بلا خطية والقادر على مغفرة الخطية، أنت تعلم أني غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة، وليس لي وجه أن أقترب وأفتح فاي أمام مجدك".
(3) التوبة وطلب المغفرة: وهي مصدر النقاوة الداخلية التي يُعَبَّر عنها بالتونيات البيضاء لخدام المذبح ودليل الغلبة «مَنْ يغلب فسأعطيه أن يلبس ثيابًا بيضًا» (رؤ3: 5)، رمز الطهارة ببر المسيح، لذلك نصلي: «تنضح عَلَىَّ بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج» (مز50)، والكاهن يعلن صارخًا: "القدسات للقديسين" الذين اغتسلوا بالتوبة والاعتراف، ويتقدمون للتناول من الأسرار المقدسة.
(4) الاستعداد الجسدي: فمنذ القديم نادى صموئيل النبي للشعب «تقدسوا تعالوا معي إلى الذبيحة» (1صم16: 5)، والمقصود ألّا توجد موانع جسدية للتناول مثل المرأة في فترات شهرية معينة أو الرجل في حالة نزيف أو أحلام غير نقية أو ممارسات لا تليق بالنقاوة الجسدية من الغرائز.
(5) المصالحة الواجبة للسلام: لذلك رتبت الكنيسة صلاة الصلح قبل قداس المؤمنين والتناول، إذ أن القبلة المقدسة علامة السلام مطلوبة قبل الدخول في قداس المؤمنين والتناول من الأسرار، والمصالحة مع الله أولًا «تصالحوا مع الله» (2كو5: 20)، ومع الناس «فإن قدمت قربانك على المذبح، وتذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك قربانك واذهب أولًا أصطلح مع أخيك» (مت5: 23، 24).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx