اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 33-34

اخر عدد

بمناسبة صوم وعيد الأم العذراء مريم - لأم الوحيدة في البشرية التي اختارها ابنها  -(رؤية تربوية)

دكتور رسمي عبد الملك

25 أغسطس 2017 - 19 مسرى 1733 ش

لعل أعظم تكريم من الرب للأمومة هو أن اتخذ في تجسده من العذراء مريم أمًا له، واستسلم لها وهي تقمّطه، وترضعه، وتضجعه، تعبيرًا عن قبوله لمشاعر الأمومة. تلك الأمومة التي حدّد الابن يسوع مواصفاتها لتحمل مسئولياتها، فماذا قالت هذه الصبية التي تم ترشيحها كأم من قبل ابنها لأول ولآخر مرة في تاريخ البشرية؟ قالت ابنة المذبح: «هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك».. ماذا لو تأملنا في أهم معايير ومواصفات اختيارها للأمومة...

1- تتمتع بجوهر الإيمان العميق في حياتها

هذا الإيمان تسلمته من أبويها حنة ويواقيم، وهنا تؤكد على دور الوالدين في تسليم الإيمان بثبات وعمق وقوة، ثم مارسنه من خلال التصاقها وخدمتها بالمذبح في هيكل الله، ثم وصولها بجدارة عالية إلى قمة هرم الإيمان وهو الاستسلام والخضوع التام لمشيئة وعمل الرب، في طاعة وثقة وتسليم وإعداد لعظمة وقيمة عطية الأمومة: «من أجلهم أقدّس أنا ذاتي».

2- تمتلك القدرة على تحمل المسئولية

أ- أمومة متعبّدة، تلهج في كلمات الكتاب المقدس التي هي روح الحياة (أنفاس الله)، أمومة تجيد كيف تتعامل مع الأبناء من خلال تعايشها في الحضرة الإلهية.

ب- أمومة تهتم بمشيئة الله، فلقد أجاب السيد المسيح عن سؤال: من هي أمي ومن هم إخوتي؟ بأن «من يصنع مشية أبي هو أخي وأختي وأمي» (مت12: 48-50)، لذلك كانت العذراء تتحلى بالبساطة، والصمت، والاتضاع، والإيمان، والتصديق، والثقة في وعود الله، ورقة وعذوبة الحديث، وجمال الروح الوديع الهادئ الذي قال عنه بطرس الرسول: «زينة الروح الوديع الذي هو قدام الله كثير الثمن» (1بط3: 4). كما علمتنا كيف أن نضع المشكلة أمام الله ونترك لمشيئة التصرف «ليس لهم خمر»، ثم تقول: «مهما قال لكم فافعلوه» (يو2: 5)، لتكن مشيئتك يا رب لأننا لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا.

ج- أمومة لديها روح العطاء بلا حدود

د- أمومة حارسة وساهرة على أمانة المسئولية التربوية.. يقول ذهبي الفم إن الأم لا تصر أمًا بولادة البنين، إنما بقدرتها على تحمل مسئولية تربيتهم. ولقد كانت أمنا العذراء حريصة على حراسة ورعاية ابنها وإلهها.

وسأكتفي عزيزي القارئ بذكر أهم نقاط التعهد الذي وضعته كنيستنا الأرثوذكسية للإشبين (الأم) عند عماد الطفل...

"أنكم تسلمتم أولادكم من المعمودية الطاهرة الروحانية، إنه يطالبكم بهم إذا غفلتم عنهم وعن تأديبهم، وردهم عن الأمور غير المرضية، وحمايتهم وليس التسلط عليهم، وبحزم مع عدم إهانتهم، بل إشعارهم بالاحترام حتى يتذوقوه، وعند الشدة نتجنب البطش، وعلموهم الحياة الروحية بالممارسة والقدوة وأزرعوا فيهم الفضائل المسيحية.."



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx