اليابان دولة عظيمة، تقع في أقصى شرق الكرة الأرضية، سكانها حوالي ١٣٠ مليون نسمة، يدين غالبيتهم بـ"الشنتوط وهي ديانة قديمة جدًا، ولهم معابدهم المنتشرة عبر البلاد. وشعبها يحظى بالاحترام الكامل من جميع الشعوب في الأرض نظرًا لتاريخهم وحضارتهم وأخلاقهم السامية، وتقاليدهم التي يحافظون عليها حتى اليوم، رغم تقدمهم التكنولوجي المذهل وفي كل المجالات الحياتية، حتى صارت حياتهم مزيجًا من الجمال والدقة والنظام والاحترام.
ورغم أن البلاد هي أربعة جزر كبيرة مع ثلاثة آلاف جزيرة صغيرة، ويعانون من الزلازل والبراكين، إلّا أنهم يبنون أبراجًا فائقة الجمال، ومعظمها بهندسة المعادن والزجاج!!
وتتصدر اليابان قائمة الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة، لأن نسبة كبيرة من مساحة الأرض غير صالحة للزراعة أو الصناعة أو السكن، كونها غابات جبلية.
وتمتلك اليابان أكبر أسطول للصيد. وإداريًا تتكون اليابان من ٤٧ محافظة، وتعاني من الكوارث الطبيعية المتنوعة.
أمّا عن الشعب، فهو غني ومثقف، ولا يستخدم أيّة خادمة أو مديرة منزل في البيوت، ويُطلَق على عامل النظافه في اليابان اسم "مهندس صحة"، وينال راتبًا عاليًا جدًا. وتُعتبَر اليابان الدولة الثانية اقتصاديًا في العالم، والأُرز هو المنتج الزراعي الرئيسي. كما أن الإمبراطور - وحسب الدستور - هو رمز وحدة الشعب، ولكن ليس له سلطة على الحكومة.
وهي دولة رائدة في البحث العلمي، وقد حصد أبناؤها جائزة نوبل ١٦ مرة في المجالات العلمية.
حقًا إنه شعب دقيق في حياته اليومية في كل شيء، كما أنه رقيق في العلاقات الأسرية والإنسانية، وفي نفس الوقت شعب عميق في إنجازاته العلمية والتكنولوجية.
أمّا عن تاريخ الخدمه في اليابان، فقد قام المتنيح البابا شنوده بضم اليابان إلى إيبارشية سيدني بأستراليا، في ديسمبر ٢٠٠٢م. وقد زار نيافه الأنبا دانييل أسقف سيدني، اليابان عده مرات مع الآباء الكهنة، وأقاموا القداسات في بيت مُؤجَّر، كما تم سيامة كاهن (من أصل ياباني)، وقد درس بالإكليريكية بالقاهرة وتعلم اللغة العربيه عام ٢٠٠٤م. وتم تسجيل الخدمة من البيت المؤجر في مجلس كنائس اليابان عام ٢٠٠٥م، وتم عمل أول عقد زواج قبطي ارثوذكسي عام ٢٠٠٧م.
ولعدة ظروف مكانية ومالية لم تستمر الخدمة بصورة منتظمة، وانتقلت من مكان لآخر، إلى أن جاء عام ٢٠١٦م حيث عثر القس جاشوا تادرس (أحد كهنة إيبارشية سيدني في أستراليا) على كنيسة بروتستانتية معروضة للبيع في بلد تُدعى كيزوجاوا في محافظة كيوتو الأثرية، ومساحتها حوالي ٣٤٠م2، وتسع ١٠٠ فرد، وبها بعض الغرف للخدمات والسكن، إذ تقع على ثلاثة طوابق؛ ثم تم تعديلها إلى الطقس القبطي.
وبحضور أصحاب النيافة: المطران الأنبا سيرابيون (لوس آنجلوس)، والأنبا دانيال (المعادي)، والأنبا دانييل (سيدني)، والأنبا هرمينا (الأسقف العام لعين شمس)، ووكيل مطرانيه سيدني، والآباء الكهنه من مصر وأستراليا، وعدد من الشمامسة؛ تم تدشين أول كنيسة قبطية مصرية أرثوذكسية في اليابان يوم ٢٧ اغسطس ٢٠١٧م، في احتفال كنسي مهيب، مع سيامة ثلاثة من الشمامسة اليابانيين، وتم عمل مؤتمر صحفي بالكنيسة لتسجيل هذا الحدث الهام وتوثيقه تاريخيًا.
وخلال هذه الزياره تقابلنا مع السيده Koike Yuriko محافظ العاصمه طوكيو، والسيد Taro Kono وزير الخارجية اليابانية، وكانت المقابلات بحضور السفير المصري السيد إسماعيل خيرت، وكلها تصب في شكر اليابان على المساعدات التي تقدمها لمصر خاصة في مجال التعليم، حيث لهم خبره قوية يمكن أن تساهم في نقلة نوعية قوية لمستقبل مصر.
وتُعتبَر هذه أول كنيسة مُدشَّنة في شرق آسيا، وهي بمثابة بذرة صغيرة في حقل واسع، نثق أنها سوف تأتي بثمار كثيرة بعمل روح الله القدوس في كنيسته المقدسة.