اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

شهيد الحق: يوحنا المعمدان

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش

تحتفل كنيستنا المجيدة بعيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان (2 توت) في اليوم التالي لعيد النيروز أي عيد الشهداء ورأس السنة القبطية.
يوحنا شهد للحق لأنه شهد للسيد المسيح الذي هو الحق نفسه. وقال بعد عماده للسيد: «وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ» (يو1: 34).
في عماد السيد المسيح كان المنظر مبهرًا وجميلًا جدًا؛ فالسماوات التي انفتحت قد جاء منها الروح القدس وصوت الآب قائلًا: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (مت3: 17).
ولاشك أن يوحنا قد انبهر وفرح بهذا المشهد العجيب، مع صوت الآب وتسابيح الملائكة، والمناظر السمائية حينما انفتحت السماء. مشهد لا يقل بالطبع روعة عن حلم الأب يعقوب حينما أبصر السلم المنصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء، والملائكة صاعدة ونازلة عليها، والرب واقف عليها بمنظر مخوف يتكلم مع يعقوب.
كان سلم يعقوب إشارة إلى التجسد الإلهي، وإشارة إلى انفتاح السماوات على الأرض. وها هو يوحنا يبصر بعينيه، ليس في منام، بل في يقظة، السماوات مفتوحة بكل ما فيها من أمجاد روحانية، لتعلن أن الصاعد من مياه الأردن هو الابن الحبيب الذي سُرّ به قلب الآب، والذي عليه يكون رجاء الأمم والشعوب.
ولأن يوحنا قد شهد للحق فكان لا يمكن أن يسكت على مخالفة هيرودس الملك للشريعة الإلهية. فكان يوبخه ويقول له: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ» (مر6: 18). وهذا ما دفع هيرودس أن يقبض على يوحنا ويلقيه في السجن. ولكن الشيطان تآمر على يوحنا، فتورّط هيرودس مع ابنة زوجته التي رقصت في حفله الملكي؛ وأقسم أن يحقق لها مهما طلبت. وتلقنت من أمها أن تطلب رأس يوحنا المعمدان على طبق. ومن أجل الأقسام والمتكئين اُضطُر هيرودس أن ينفذ لها طلبها.
كان يوحنا هو لسان الحق والشاهد للحق. وتآمر الشيطان أيضًا لكي يقتل السيد المسيح الذي هو الحق نفسه، وتم الصليب؛ ولكن الحق لا يمكن أن يموت، بل حينما حاول الموت أن يبتلغ الحياة اُبتُلِع الموت من الحياةـ لأنه ابتَلَعَ ما هو ضده، وما هو أقوى منه، وبالفعل «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ» (1كو15: 54) «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ» (1كو15: 55).
وقبل نهاية العالم سوف يُطرَد إبليس وملائكته -بعد أن يُحَل من سجنه- من السماء بصفة نهائية بعد معركة خاسرة مع ميخائيل وملائكته. وعندما انهزموا «وَلَمْ يَقْوُوا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ - طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلَهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْحَمَلِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. مِنْ أَجْلِ هَذَا افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا.» (رؤ12: 8-12).



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx