اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

أهداف الزواج المسيحي

نيافة الأنبا موسى

08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش

1- اتحاد الحب الروحي:

هذا هو الهدف الأول من الزواج المسيحي، «وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (مت19: 5).. وهذه الوحدة هي بفعل لروح القدس العامل في سر الزيجة المقدس: «الَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ» (مت19: 6).

ونحن نعرف أن كلمة "حب" في الكتاب المقدس، وردت في الأصول اليونانية في ثلاثة معانٍ:

أ- الأيروس: الحب الجسدي أي الشهوة الحسية.       ب- الفيليا: الحب الإنساني البشري الطبيعي.

ج- الأغابي: الحب الروحاني المقدس الإلهي.

والزواج شركة حب روحاني مقدس، يتسامى فوق الحب الطبيعي القابل للتقلُّب، وفوق الشهوة الحسية التي تذبل مع مرور الوقت. يتحد الزوجان - إذن - بحب روحاني من فعل الروح القدس، الذي يجدد الطبيعة الإنسانية بالمعمودية، ويسكن فيها بالميرون، ويضبط مسارها ويقدسها بالتوبة وأمانة الجهاد الروحي.

2- التعاون في الحياة:

«وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تك2: 18). وكعالم بأعماق الطبيعة الإنسانية أراد الله أن يشعر آدم بحاجته إلى "آخر"، فأجاز أمامه كل حيوانات البرية، وكل طيور السماء، وأحضرها إليه «لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا... وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا... وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تك2: 18-20).

وهنا شعر آدم بحاجته إلى آخر، فأوقع الله سباتًا عليه فنام، وأخذ ضلعًا من جنبه، وبناها لتصير حواء، وأحضرها إلى آدم فقال: «هَذِهِ اْلآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ»، ثم يضيف الوحي الإلهي: «لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تك2: 23، 24).. «وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ» (تك2: 25)..

الأمر الذي يؤكد نوع الحب الذي ربطهما، الحب الروحاني، الأغابي!

وهكذا يصير الهدف الثاني من الزواج هو التعاون في الحياة، على أساس "التناظر" والمساواة.. فهي معين "نظيره"، مأخوذة من الضلع تدشينًا للمساواة، لا من الرأس، ولا من القدم!

3- خلاص النفس:

لاشك أن هذا من أسمى أهداف الزواج المسيحي، فالمهم أن يخلص الإنسان في النهاية، والزواج المقدس يساعد الإنسان في ضبط مسار حياته الروحية، فتشبع غرائزه بطريقة مقدسة: الجنس، والأبوة، والأمومة، وحياته الروحية.. وهكذا يساعده الزواج في الحماية من الغواية والخطيئة.. إذ يقول الرسول: «لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا» (1كو7: 2).. «لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ» (1كو7: 9).

ومن المعروف أن الزواج ليس هو كل شيء في خلاص الإنسان، بل مجرد عامل مساعد، فهناك من يخلصون في البتولية، المهم أن يحرص كلاهما: المتزوج والبتول، أن يتمسكا بركائز الخلاص الأساسية مثل: الإيمان بالمسيح، والمعمودية والميرون، وأمانة التوبة والجهاد الروحي، والشبع بوسائط النعمة المتنوعة كالإفخارستيا والصلاة وقراءة كلمة الله، وحضور الاجتماعات الروحية، وقراءة الكتب الروحية، والصوم.. وأن يعبّر عن إيمانه الحي بأعمال مقدسة، حيث أن الإيمان بدون أعمال ميت.. انتظارًا لخلع هذا الجسد الضعيف، ولبس الجسد النوراني الخالد.



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx