اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 35-36

اخر عدد

السنة الليتورجية القبطية

القس إبراهيم القمص عازر

08 سبتمبر 2017 - 3 نسئ 1733 ش

منذ أن دخل الرب إلى عالمنا متجسدًا وبارك حياتنا وغير وجهتنا وثبت أنظارنا للعلاء، صار التاريخ جزءًا من خطة الله، ووسيلة لإعلان ملكوته، وتحقيق تدبيره الأزلي. عندما دخل الله إلى تاريخ إنسانيتنا، أضفى على التاريخ بُعدًا جديدًا. هو لم يلغِ التاريخ، بل حدّد وجهته، وثبّت مساره ليصير تاريخًا ممتدًا واصلاً بالأبدية. لذلك الكنيسة تحيا في الزمن ولكنها ليست جزءًا منه، بل هي تحيا فوقه وتتخطّى تياراته وتأثيراته، لترفعنا للأبد أو تُحضره الينا. صار للكنيسة زمن، ولكنه هو الزمن الجديد، الذي تحيا فيه الكنيسة كل يوم فَرِحة ومبتهجة بعريسها الرب يسوع المسيح. للكنيسة زمن، يُسمىّ الزمن الليتورجي أو الطقسي، تعيشه سنة تلو السنة من خلال ما تسمّيه بـ"السنة الليتورجية" أو "السنة الطقسية". 
يمثل الرب يسوع محور الزمن الليتورجي ومركزه وغايته، من خلال أحداث حياته المختلفة، بداية من البشارة بميلاده ثم العماد والصوم الأربعيني والتجربة على الجبل والتجلي والآلام والصليب والقيامة والنزول إلى الجحيم والظهورات والصعود وحلول الروح القدس، وانتهاءً برجاء مجيئه ونهاية العالم وإعلان ملكوته الأبدي. مجموعة من الأحداث التاريخية، التي حدثت في الماضي، وأخرى ستحدث في المستقبل. ولكن لإنها خاصه بالرب يسوع، فاستطاع أن يختزل الزمن فيه، ويجمع بين الماضي البعيد والمستقبل الآتي ليجعله دائمًا حاضرًا وفاعلاً وحقيقيًا ومستمرًا وممتددًا. إذ نأخذ منه كل يومٍ جديدًا، عامًا تلو الآخر، إلى أن يأتي بنفسه وشخصه، في مجيئه الثاني والنهائي والأخير، لتحيا معه كنيسته الى الأبد. 
يأتي عيد القيامة كنقطة الارتكاز في الزمن الجديد، زمن الخلاص، الزمن الليتورجي. فالصليب هو أول اعيادنا والقيامة هي سر بهجتنا. من المسيح الفادي والقائم تأخذ السنة الطقسية معناها، وإليه تهدف. وتكرار الأعياد والمناسبات كل عام ليس في الواقع تكرارًا بالمعنى السلبي، بل هو محاوله للدخول إلى الأعماق، إلى سر المسيح الفصحي، بهدف النمو أكثر وأكثر في ملكوت الله الذي حققه بموته وقيامته. لذلك يشكّل يوم الأحد أساس السنة الليتورجية، لأنَّه يوم قيامة يسوع المسيح، هو يوم الربّ، يوم الإفخارستيا. دعاه آباء الكنيسة باليوم الثامن. اليوم الجديد الذي لا يعرف نهايه إذ أن المسيح شمس بره التي لا تغيب ولا تخبو. 
القديسون وعلى رأسهم أمنا العذراء هم رفاق الطريق، ومرافقو السفر في رحله السنة الطقسية. إذ تحتفل بهم الكنيسة في أوقات محدّدة  وثابتة، تدعونا من خلالها أن نتأمل في حياتهم ونقتفي آثارهم وننظر نهايتهم ونفرح بصداقتهم. أوّلهم جميعًا أمنا العذراء مريم، والدة الله وأمّ الكنيسة. أمّا القديسون، فهم بحق نماذج وأمثلة واقعية وحيَّة لمن أتبع الرب بملء القلب وحريه الإراده.
الموضوع الرئيسي للعام القبطي هو الخلاص. الخلاص هو عمل الله الثالوث "محبه الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وعطية الروح القدس". قدمه لنا من خلال أسرار التدبير الإلهي، سر التجسد، سر الفداء وسر الكنيسة. 
السنة الليتورجية الكنسية سنة زراعية تتبع التقويم القبطي، الذي هو بالحقيقة التقويم المصري القديم، وهو أدق واقدم تقويم عُرف في التاريخ. وقد قسّم المصريون السنة الى ثلاثة فصول تبدأ بموسم الفيضان، حينما يظهر نجم الشعري اليمينية Sirius"" في أقصى درجة من التألق واللمعان في أول شهر توت. وقسموا السنة إلى 12 شهرًا، وفي كل شهر 30 يومًا. وبعد ذلك أضافوا الشهر الصغير ويحوي خمسه أيام في السنة البسيطة. وكل أربع سنوات يُضاف يوم للشهر الصغير، وهذا يُضاف في نهاية السنة الثالثة حتى تبدأ السنة الرابعة الكبيسة مضبوضه من بدايتها.
 



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx