اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون22 سبتمبر 2017 - 3 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعددان 37-38

اخر عدد

ملكي صادق

مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

22 سبتمبر 2017 - 3 توت 1734 ش

لم يكن ملكي صادق شخصية رمزية وهمية أسطورية بل كاهنًا حقيقيًا. كما أنه لم يكن أحد ظهورات السيد المسيح قبل التجسد في العهد القديم. وإن كان كهنوته على مثال كهنوت السيد المسيح في تقدمة الخبز والخمر.
ملكي صادق شخصية ظهرت في التاريخ فجأة، واختفت ولم يُسجَّل في الأسفار المقدسة ولا في كتب اليهود مَنْ تكون أسرته، مَنْ هو أبوه ومَنْ هي أمه فلم يُذكر له نسب، أو متى وُلد، أو متى رقد. وقال عنه معلمنا بولس الرسول: «بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ» (عب7: 3)، لذلك صار يشبه ابن الله لأن أسرارًا كثيرة أحاطت أيضًا بحياة السيد المسيح في تجسده، وفي مجيئه إلى العالم، وفي كل ما يخص الأبعاد العجيبة التي يقف أمامها الإنسان متحيرًا. فهو بلا أب جسدي من حيث ناسوته، وبلا أم من حيث لاهوته. لا بداية أيام له ولا نهاية حياة من حيث لاهوته. 
وملكي صادق هو شخص حقيقي عاش في أيام إبراهيم، وقدَّم تقدمة خبز وخمر. وقد أعطى له إبراهيم العشور من كل شيء. وكهنوت ملكي صادق كان كهنوتًا أعلى من كهنوت هارون، أي كهنوت سبط لاوي الذي كان في صُلب إبراهيم... لم يكن ملكي صادق من سبط لاوي أو من نسل هارون، ولكنه أعطى البركة لإبراهيم، وكان سبط لاوي في صُلب إبراهيم عندما باركه ملكي صادق. 
ملكي صادق أي ملك البر. وهو رمز للسيد المسيح، يقول عنه معلمنا بولس الرسول أنه «مُشبَّه بابن الله»، فليس هو ابن الله كما يظن البعض، فهل يمكن أن يُقال عن أحد أنه يُشبَّه نفسه؟!!
كان ملكي صادق مُشبَّه بابن الله، وكان يشير إلى السيد المسيح الملك الحقيقي ورئيس الكهنة الأعظم الذي على رتبة ملكي صادق... 
إن السيد المسيح هو رئيس كهنة حقيقي، بدأ عمله الكهنوتي هنا على الأرض. ومع أن عمله الكهنوتي بدأ على الأرض، لكن كهنوته يمتد من الأرض إلى السماء. وكأنه نصب سلمًا بين الأرض والسماء، وهذه هي روعة العمل الكهنوتي الذي للسيد المسيح الذي دخل إلى ما داخل الحجاب السماوي «حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ» (عب6: 20). 
كذلك فالسيد المسيح كملك، لم يملك بقوة بشرية ولا بمجد عالمي، ولكنه ملك بسلطان الحب، حينما قدم الفداء بدمه لغفران خطايانا، واشترانا بنفسه فصرنا خاصة له، وصار الله يملك على كل من يؤمن باسم ابنه الوحيد..
نحن نشكر الله كثيرًا لأنه يملك على قلوبنا بسر الحب العظيم، ويأسر القلوب بمحبته هذه، حتى يشعر الإنسان أنه يَسْبَحُ في بحر المحبة، ويشعر الإنسان بفيض من التعزية والاكتفاء، كما يشعر بفرح لا يُعَبَّر عنه.


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx