اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

أسرة صموئيل النبي

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش

في الأصحاحين الأولين من سفر صموئيل الأول، يحكي الكتاب المقدس قصة هذه الأسرة المكوّنة من ألقانة الأب وحنة الأم والطفل الصغير صموئيل النبي... وفي هذه الأسرة يمكننا أن نرى الكثير من الدروس الروحية والتربوية للأسرة المسيحية

+ ألقانة الزوج:

1- يحدثنا الكتاب عن ألقانة الزوج الذي يقدم لنا نموذجًا رائعًا لحكمة تعامل الزوج مع زوجته، ومساندته لها في ضيقتها. فقد كانت حنة تُعيَّر كل يوم من فننة زوجة ألقانة الأخرى لأنها امرأة عاقر، لكن زوجها الحكيم كان ماهرًا أن يطيّب قلبها فكان يعزيها «أما أنا خير لك من عشرة بنين؟»، فقد كان ألقانة الأب ماهرًا أن يشجع زوجته التي تعاني من صغر النفس، وكان سندًا قويًا لها ليعطيها روح الرجاء.

2- يذكر الكتاب أيضًا مواظبة ألقانة واسرته للصعود إلى شيلوه، الموضع الذي تسكن فيه خيمة الاجتماع، ليقدم الذبائح. فقد كان القانة ملتزمًا بالشريعة الإلهية رغم أن الكهنة حفني وفنحاس أولاد عالي الكاهن لم يكونا ملتزمين بالشريعة، فلم يكن القانة يتعامل مع الرب من خلال ضعفات الخدام هناك، بل كان يقدم لنا مثلًا كيف أننا يجب أن نرتبط ببيت الرب، غير ناظرين إلى أيّة عثرات يمكن أن نواجهها.

+ الزوجة حنة:

1- دخلت حنة إلى موضع بيت الرب في شيلوه، وكانت تصلي من كل قلبها، ورغم العثرات الموجودة هناك لم يدخل إلى قلبها أو فكرها، ولا ظهر في كلماتها، أي فكر إدانة من جهة أي من خدام المسكن. كانت حنة مُرّة النفس تعاني بسبب عقوريتها، كما أنها رأت أنه ليس هناك من يتمّم إرادة الرب في الهيكل، وكانت غيورة على مجد الرب، لذلك اشتهت أن يهبها الرب طفلًا حسب قلبه ليخدمه بطهارة وبر أمامه كل الأيام، فقد فكرت أن تساهم مساهمة إيجابية بدلًا من أن تدين الآخرين.

2- صلّت حنة صلاة نقية مقبولة، فكانت صلاتها باتضاع شديد، وقدمت وعدًا أمام الرب أن تقدم طفلها الذي يهبه الرب لها ليخدم بيت الرب، وكانت صلاتها أيضًا بلجاجة، حتى أن عالي الكاهن ظنّها سكرى إذ أكثرت الصلاة. كانت صلاتها أيضًا هادئة، فكانت شفتاها فقط تتحركان وهي قائمة تصلي في صمت. وكانت تتكلم في قلبها، وهي واثقة أن الرب لابد أن يجيب طلبتها، فقد مضت بعد صلاتها ولم يكن وجهها متضايقا بعد، فقدمت لنا مثالًا عن الصلاة المتضعة المنسحقة واضحة الهدف، ولكن دون انفعالات أو اساليب غير وقورة كما نرى البعض يصلي الآن على كثير من الفضائيات. فالصلاة ليست بمقدار الضوضاء والإعلان فيها، بل بمدى الهدوء والإيمان والانسحاق فيها.

3- كانت حنة تمثل الأم التي تومن بحياة التكريس، فقد ارتضت أن تقدم طفلها الوحيد الذي يهبه لها الرب لخدمة بيت الرب، ولم تغلبها قط مشاعر أمومتها التي حُرِمت منها لسنوات، كما تذكر الآيات الكتابية كيف أنها قدّمت ابنها للرب بفرح، فقد اصطحبته ومعها تقدمة أيضًا لبيت الرب، فلم تحزن أن تتمّم نذرها أمام الرب.

4- كانت حنة وألقانة والدا صموئيل الطفل متفقيْن في الرؤية ومنهج التربية، فلم يعترض ألقانة على نذر زوجته، بل وافق على تقددمتها للطفل ليخدم بيت الرب.

5- كانت حنة تنتمي بكل قلبها إلى بيت الرب، فقد كلّمت عالي الكاهن أنها صلّت هناك والرب قبل طلبتها.. فهي تقدم لنا مثلًا في الارتباط بكنيستنا، الموضع الذي وُلِدنا فيه ثانية، والمكان الذي شهد آلامنا وشكاوانا للرب.. فهي تمثّل الإنسان الأمين لكنيسته، والذي لا يتركها لأيّة إغراءات أو تيارات فكرية أخرى.

6- أخيرًا كانت حنة تصنع لابنها جبة جديدة كل عام، وكانت تقدمها له وهي تطمئن أنه لازال في الطريق الروحي المستقيم، وأنه لم يترك طريق الرب، فقد كانت أُمّا تربّي وتتابع وتحرص أن تعلم ابنها الالتزام، حتي بعد أن أخذ صورة التكريس، وتعلمه أن لا يفقد مبادئه الروحية الصحيحة.

كانت أسرة صموئيل النبي أسرة مثالية، تستحق أن تكون مثلًا للأجيال ولكل الكنيسة.




  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx