اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

الصليب

مثلث الرحمات نيافة الأنبا بيشوي

06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش

   «إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1كو1: 18).

    «إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ» (كو2: 14، 15).

تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بعيدين للصليب في 17، 18، 19 توت، وفي 10 برمهات من كل عام، حيث يُصلّى باللحن المعروف باللحن الشعانيني، وتُعمَل دورة للصليب بطقس خاص قبل قراءة الإنجيل في صلاة رفع بخور باكر، ويُقال لحن فاي إيطاف إنف (هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا..) قبل قراءة البولس. وعيدا الصليب يُعامَلا معاملة الأعياد السيدية من حيث الطقس الفرايحي والامتناع عن الانقطاع والميطانيات.

في حياة الكنيسة الليتورجية الصليب له صدارة ومكانة عظمى، فلا تخلو أيّة صلاة كنسية من رشم علامة الصليب؛ فتُستخدم علامة الصليب في البركة الرسولية، وفي بداية جميع الصلوات الجماعية، وأيضًا في الصلوات الفردية مثل صلاة الأجبية والصلاة الارتجالية. ورشم علامة الصليب أساسية وحتمية لإتمام كل الأسرار الكنسية (المعمودية، الميرون، الإفخارستيا، الكهنوت، مسحة المرضى، الزيجة، الاعتراف)، وكل الصلوات الليتورجية الأخرى (رفع البخور، البصخة، صلاة اللقان، تسبحة نصف الليل)، وأيضًا في التجنيز، وتبريك المنازل، وقبل الأكل إلخ..

وفي أيّة زفّة تُعمَل في الهيكل والكنيسة، لابد أن يتقدم الصليب هذه الزفّة (دورة الصليب، زفّة القيامة والخمسين المقدسة، وزفّة دخول الحمل في الأعياد السيدية، وأعياد القديسين إلخ.).

أمّا في الفن القبطي فنجد للصليب أيضًا مكانة كبيرة حيث يُرفع الصليب على قباب ومنارات كنائسنا وأديرتنا القبطية. كما يدخل الصليب في فن العمارة القبطية.

ويوضع الصليب داخل كل كنيسة أعلى حامل الأيقونات، فيكون بذلك أعلى من أيّة أيقونة أخرى بصحن الكنيسة.

الصليب هو رمز مميز في فن الأيقونات القبطية، وأساسي في كل النقوش القبطية (النسيج، الخشب، المخطوطات، الفخار، الزجاج، الحوائط).

كما أن هناك فن قائم بذاته يُعرف بفن اليوتا يتزين فيه شكل الصليب بحرف اليوتا (أول حرف من اسم يسوع في اللغة القبطية واليونانية).

وعن أهمية الشهادة للصليب يقول الشهيد بوليكاربوس (125م) خليفة الآباء الرسل في رسالته إلى أهل فيليبي:

"من لا يعترف بيسوع المسيح أنه جاء في الجسد فهو ضد المسيح. ومن لا يعترف بشهادة الصليب فهو من الشرير. ومن يحرّف وحي الرب لخدمة شهواته، ويقول أنه ليست هناك قيامة ولا دينونة فهو بكر الشيطان. لذلك، دعنا نتخلى عن باطل الكثيرين وعقائدهم الزائفة، ونرجع إلى الكلمة التي سُلِّمَت لنا من البداية."



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx