اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 39-40

اخر عدد

النضح الروحي اللازم للزواج

نيافة الأنبا موسى

06 أكتوبر 2017 - 26 توت 1734 ش

كثيرًا ما يتعجل الشباب موضوع الزواج، وهذا إحساس طبيعي مع بداية الشباب وحرارة نداء الغريزة. لكن الخطأ كثيرًا ما ينجم عن هذا الاستعجال، وذلك لأسباب كثيرة، سنأتي على ذكرها فيما بعد..

إن هناك زوايا نضج هامة يجب أن يتمتع بها كل من الشاب والشابة، ليكونا في الوضع المناسب، للتفكير والتحرك نحو اختيار شريك الحياة... وهذه بعض الزوايا:

1- النضج الروحي         2- النضح النفسي      3- النضح العاطفي     4- النضج الأقتصادي

1- النضج الروحي:

ومع أن الشاب يأخذ هذه النقطة بخفة وبساطة ودون إهتمام كبير، إلا أن قيادة روح الله للنفس هي أهم وأخطر الأمور، وذلك لأسباب كثيرة:

1- الزواج أساسًا شركة روحية، واتحاد كياني في المسيح، وهذا يستلزم حياة مسيحية حقيقية في كل من الطرفين، ليتمكنا - بالروح القدس العامل في سر الزيجة المقدس - من الاتحاد الصادق والأكيد. ويستحيل أن يتم هذا الاتحاد دون عمل الروح القدس، فهو روح الوحدة، وهو العامل في دمج "الروحين" في كيان واحد، ومن خلال الاتحاد الروحي يتم الاتحاد الفكري والجسدي.

2- السيد المسيح له المجد هو رب البيت الساكن فيه، وحين يتخذ الرب موقعه القيادي في الأسرة، تسير الأمور كلها بفكره وحبه وتوجيهاته القدسية، ويكون الرب هو الحاضر يوميًا على المائدة، والمستمع الصامت لكل حديث، والمخلص الإلهي لكل نفس.

3- القائد في اختيار شريك الحياة هو الروح قبل العقل وقبل العاطفة، فالعقل محدود الرؤيا والقدرات، والعاطفة سريعة التأثُّر والتقلُّب، أمّا الروح فهو العنصر الإلهي المتصل بالله، والقادر على استجلاء الطريق، وضبط مسار العقل والعاطفة. لهذا يجب على الشباب أن ينشّطوا حياتهم الروحية وشركتهم بالرب، ولا ينصاعوا بسهولة لا لحرارة العاطفة ولا لتفكيرهم المحدود.

4- بركة الرب وختمه المقدس للاختيار.. هو الضمان الوحيد والأكيد، لحياة هانئة في ظل محبته. ذلك لأنه مهما أجهد الإنسان نفسه في اكتشاف أعماق شريكه، ومدى صحة اختياره، إلّا أنه لن يستطيع أن يصل إلى ذلك بدون الروح القدس.

5- إن الزواج يستوجب تنازلات هامة من الطرفين كل من نحو الآخر، في روح المحبة الباذلة، بدلًا من الأنانية المدمّرة. وهذا مستحيل دون عمل الروح القدس، فهو الكفيل وحده من خلال الاتجاه نحو المسيح، واكتساب روح الحب الباذل نحو الشريك، هو الكفيل أن يساعد كلا الطرفين على إنكار ذاته، والتخلي عن الكثير من عاداته وأفكاره وأمزجته، ليستطيع أن يعطي قبل أن يأخذ، ويعطي بفرح مسيحي لا باستسلام المقهور، أو بروح الجدل والمقاومة.

من هنا كان لابد من نضج روحي لكل من الطرفين، من خلال حياة الشركة مع الرب، والاندماج في الحياة الكنسية.        (يتبع)



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx