الكنيسة القبطية والكرازة
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
11 يناير 2013 - 3 طوبه 1729 ش
الكنيسة القبطية والكرازة
1 - الكرازة ضرورة إنجيلية
لقد أودع الرب كنيسته الناشئة عروسته التي تألم ومات من أجلها وزنة الحديث عنه ، وترك لها رسالة واحدة ومحددة هي أن تتحدث عنه بين جميع الشعوب وتعلن لجميع الأمم عن الخلاص والفداء الذي صنعه لأجلهم ، فقد قدم الرب يسوع لكنيسته كل شئ عندما مات علي الصليب ليحمل حكم الموت الذي صدر علي البشرية كلها عندما خالف أبونا الأول آدم الوصية الإلهية وبموته وهب كنيسته الحياة الجديدة والطبيعة الجديدة، بل وترك لها غني النعمة الإلهية المدخرة في الأسرار المقدسة التي هي بمثابة ينابيع النعمة الإلهية المفتوحة علي الكنيسة خلال عمل الروح القدس .. أما الرب يسوع عندما انفرد عن كنيسته وانطلق إلي السماء ترك لكنيسته وصية واحدة وهي أن تذهب للعالم أجمع وتكرز بالإنجيل للخليقة كلها " اذهبوا إلي العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان""مز15:19".
ولقد حفظت العروس وصية العريس في قلبها و وجدانها وباتت تنادي بالخلاص علي مر القرون في وقت مناسب وغير مناسب كانت تحمل بشري الخلاص بالإعلان حيناً وبالحياة واحتمال الألم حيناً آخر إلي أن وصلت الكنيسة إلي يومنا هذا وهي لم تنسي رسالتها في العالم .. أن تحمل اسم عريسها الفادي لكل العالم0 وعلي مر العصور وباختلاف الأزمان انتهي الأمر أن تخدم كنيستنا القبطية في سته مجالات مختلفة وبين قطعان متباينة من الرعية، ولكنها تدرك أن رسالتها واحدة وهي الكرازة لإسم الرب العريس السماوي فكنيستنا اليوم تخدم في عدة مجتمعات وهي القرية والحضر"المدينة" والمناطق العمالية والمجتمعات البدوية ومجتمع العشوائيات ومجتمع المهجر وأخيراً في حقول الكرازة ولا شك أن لكل مجتمع خدمة خصائصه ومتطلباته احتياجاته وصعوباته ، ثماره وبركات ولكننا نحب أن نتحدث عن الخدمة الكرازية بصفه خاصة... (للموضوع بقية