وُلِد الرب يسوع من سبط يهوذا من سلالة الملك داود، فهو المستحق أن يكون ملكًا على القلوب. ويذكر اثنان من البشيرين سلسلة نسب الرب يسوع، وهما القديسان متى ولوقا البشيران. وفي سلسلة أنساب الرب يسوع تُذكَر أنساب متعددة، منهم الملوك ومنهم البسطاء، منهم الخطاة (كراحاب الزانية) ومنهم الأبرار، وهذا ما يعطي رجاء للقلوب لأن الرب يسوع في محبته قبل حتى الخطاة في سلسلة نسبه، وفي هذا إشارة إلى أنه قد جاء لأنه أحبنا نحن البشر، وفي محبته يمنح حبه لكل إنسان يريد أن يُقبل إليه، حتى وإن كان خاطئًا (فقد حُسِبت راحاب الزانية التي قبلت إليها جاسوسي أرض الموعد، من شعب الله). فيسوع في ميلاده وفدائه يغيّر الخطاة ويمنحهم حياة جديدة.
نلاحظ أيضًا في سلسلة أنساب الرب يسوع أن معلمنا متى يصل بالنسب إلى أبينا إبراهيم أبي الآباء، بينما يصل معلمنا لوقا بالنسب إلى أبينا آدم، ذلك لأن متى البشير كتب بشارته لليهود وهو بذلك يوضح لهم أن يسوع هو من نسل إبراهيم أبيهم، بينما كتب معلمنا لوقا للأمم الذين لا صلة لهم بإبراهيم أبي شعب إسرائيل، لذلك صعد معلمنا لوقا البشير بسلسلة النسب إلى آدم الإنسان الأول باعتباره أبًا لكل حي، كإشارة على أن الرب يسوع قد جاء مخلصًا لكل العالم لا لليهود فقط.
في سلسلة أنساب القديس متى يُذكَر عن يوسف البار خطيب مريم العذراء أنه ابن يعقوب، بينما يذكر معلمنا لوقا أنه ابن هالي، وقد يظن البعض أن هذا تناقض إلّا أن مفسِّري الكتاب قد شرحوا أن يعقوب هو الأب بحسب الشريعة، بينما هالي هو الأب الفعلي. فبحسب شريعة موسى كان من يموت ولا يترك نسلًا، يأخذ أخوه امرأته ويقيم له نسلًا، فيكون يعقوب الأخ الأكبر والأب بحسب الشريعة، بينما هالي الأب بحسب الجسد.
ويُذكَر في سلسلة أنساب الرب يسوع انه جاء من نسل الملك داود، أشهر تائبي الكتاب المقدس، فهو قد سقط في خطيتي الزنا والقتل، لكنه قدم أعظم توبة، وكتب العديد من مزامير التوبة، وهو بهذا يؤكد أن الرب يسوع جاء من نسل الخطاة بلا خطية لكي يحرّر الخطاة من سلطان إبليس. فقد جاء الرب يسوع رجاء للخطاة، وبشري بالغفران لكل تائب، وفداء للعالم كله.
وفي نهاية نسب السيد المسيح يأتي ذكر القديس يوسف البار خادم سر التجسد الالهي والشخص الذي ائتمنه الله ليكون حافظا لأمنا مريم العذراء في حملها ورعايتها للرب يسوع.