1- يأتي عيد الميلاد المجيد هذا العام (2018م)، وبلادنا تعاني من الإرهاب، الذي لم يتورع عن قتل المصلين، سواء داخل كنيسة أو مسجد - في الحادث الإرهابي - سواء بكنيسة مارمينا وما جاورها بحلوان، وقبلها مسجد الروضة بالعريش. حتى الذي حاول الهرب إلى الخارج، استهدفوه بالقتل بصورة بشعة، كانت مثار دهشة العالم كله! إن من قتلوهم - سواء في الكنيسة أو المسجد - لم يكونوا قد صنعوا بهم رديًا، أو أساءوا إليهم، وهم لا يعرفونهم كأشخاص، ولكنه القتل العشوائي المدمر، الذي ينم عن وحشية غير معهودة، نحو أناس دخلوا للصلاة، فصاروا جثثًا وأشلاء!!
ونحن نرجو أن يقبل الرب صلوات شهداء كنيسة مارمينا، وكل الشهداء الأبرار عنا، معطيا العزاء، للجميع والشفاء للمصابين. ونسأل الرب أن يحفظ بلادنا العزيزة، من هذا الاٍرهاب الأسود، الذي يحاول ان يضرب في كل مكان!
2- ولاشك أن بلادنا تحتاج إلى وضع إستراتيجية شاملة في هذا الموضوع لحماية أجيالنا القادمة، وشبابنا وأولادنا وأحفادنا، من هذا الخطر الداهم، الذي يهدد أمن مصر القومي!
3- وهذه الاستراتيجية الشاملة، نرجو أن يبدأ تطبيقها منذ الطفولة المبكرة، وها قد شاهدنا على "الميديا" أطفالًا يحملون المدافع الرشاشة، ويتدربون على القتال، قبل أن يصلوا إلى سن التمييز، والتعليم الكافي الذي يساعدهم في اختيار التصرف الحسن!!
4- إنها استراتيجية لابد أن تشمل:
أ- التعليم: منذ سن مبكرة، حتى يتعلم أطفالنا الحب، والخدمة، والحياة المستقيمة...
ب- التربية: حتى لا تكون الدرجات هي كل شيء.. بل الأخلاقيات والسلوك كمعيار أهم للتقييم...
ج- التخطيط الاستراتيجي: وهو عمل جماعي تقوم به وزارات كثيرة مثل: التعليم، والثقافة، والتعليم العالي، مع الفنون والآداب، والتربية الأخلاقية والإبداعية...
5- ويمكن أن توضع استراتيجية شاملة رأسيًا وأفقيًا وذلك لكي تشمل:
أ- رأسيًا الإنسان كله: العقل، والروح، والنفس (بعواطفها وغرائزها وحاجاتها للنمو السليم)، والجسد: بالغذاء والرعاية والتربية: النفسية، والرياضية والأندية والنشاطات المتنوعة.
ب- أفقيًا: أي الاهتمام بكل إنسان... في المدن، والقرى، والنجوع، والعزب، والأماكن الصحراوية، العمال والفلاحين... إلخ.
وهكذا كله يحتاج إلى "مجلس صنع استراتيجية"، يفكر ويحدد الأولويات، ويوزعها على خطط تشمل: (1) كل إنسان. (2) كل الإنسان. (3) في كل مكان. (4) وفي كل زمان.
ختامًا:
+ فليبارك إلهنا المحب مصرنا العزيزة، التي لجأ إليها مع أمه العذراء ويوسف البار، من بطش هيرودس الملك.. ومكثوا فيها 4 سنوات إلا قليلًا، يشربون من نيلها، ويعيشون مع أهلها في حب وسلام.
+ وكان هذا كان تتميمًا للوعد الإلهي المذكور في إشعياء النبي: «هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (إش7: 14)، وهذا ما حدث في الميلاد المجيد حين تمت البشارة للرعاة (بالملائكة)، وللمجوس (بالنجم المتميز( «فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا» (مت2: 10-11).
+ إن فرحة العيد لا يجب أن تنسينا آلام الشهداء، الذين رحلوا عنا في هذه الأيام... وضرورة تعزية أسرهم، وأن نقدم تعزية خالصة لمصرنا العزيزة، ولكل أسر الشهداء المكلومة، ونطلب الشفاء للجرحى والمصابين!
+ الرب يبارك بلادنا بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثاني، وكل الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة ... ونرجو من الله أن يكون العام الجديد عام سلام وأمان لبلادنا العزيزة مصر، حسب وعده الصادق «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ» (إش19: 25).
ونعمة الرب تشملنا جميعًا... وكل عام وأنتم بخير،