اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون26 يناير 2018 - 18 طوبه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

هدية الرئيس

قداسة البابا تواضروس الثانى

26 يناير 2018 - 18 طوبه 1734 ش

اعتادت كنيستنا القبطية أن تصلي قداس عيد الميلاد المجيد في كل عام في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة، وهي الكاتدرائية التي وُضِع حجر الأساس فيها عام ١٩٦٥، وتم افتتاحها عام ١٩٦٨ – منذ خمسين عامًا بالتمام والكمال – وذلك على يد الراحل الرئيس جمال عبد الناصر والقديس البابا كيرلس السادس. وقد ساهمت الدولة في إنشائها لتصير أكبر كنيسة في الشرق الأوسط تسع حوالي ٤٥٠٠ شخص.

ولكن من ترتيب الله العجيب أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد اعتاد أن يزورنا في ليلة عيد الميلاد في بداية كل سنة جديدة ليهنئ جموع المصريين – أقباطًا ومسلمين – بالعيد من داخل الكاتدرائية وقبل بدءصلوات القداس الإلهي. وفي ليلة العيد العام الماضي -٢٠١٧م- أعلن عن مفاجأة سارة إذ أمر ببناء مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنيها مصر – ليكونا عنوانًا لمصر المستقبل الجديد، والتي بدأت مبانيها في الإنشاء والظهور.

وفي نفس الليلة أعلن أنه يعتزم أن يفتتح الصلاة فيها العام التالي أي في ٢٠١٨م. وقد بدا الأمر حلمًا أو شبه حلم...

ومرت أيام العام سريعًا، ووضع المهندسون والفنيون التصميمات الهندسية، وتناقشوا معماريًا وإنشائيًا، واتفقوا واختلفوا من أجل إخراج عمل هندسي مشهود له...

وفي منتصف العام بدأت شركات المقاولات في التنفيذ الهندسي بكتيبة عمل ليلًا ونهارًا، تحت إشراف إدارة الأشغال العسكرية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، وفريق ضخم من المعاونين والمساعدين والمخططين...

وتم فتح الصندوق للتبرعات لبناء المسجد والكنيسة ليشارك جموع المصريين فيه، وكان سيادة الرئيس أول من قدم تبرعًا للبناء في هذا الصندوق.

وفي نهاية العام ٢٠١٧ بدأت ملامح العمل تظهر إذ تم الانتهاء بحوالي ٤٠% من الإنشاءات سواء في المسجد أو في الكنيسة.. وحلت ليلة عيد الميلاد هذا العام ٢٠١٨ ليقدم الرئيس هديته الفريدة ممثلة في هذه الكاتدرائية الجديدة التي أطلقنا عليها اسم "كاتدرائية ميلاد المسيح Christmas Cathedral".

وتصميم الكاتدرائية يعبّر عن شكل العمارة القبطية بكل المفردات، وروعي خلق حالة من الرهبة والخشوع والروحانية في كل مكونات التصميم. وهي من طابقين وعلى مساحة ٩٦٠٠م٢. كما أن المشروع الذي يقع على مساحة ١٥ فدانًا يضم أيضًا مبانٍ للخدمات، وكنيسة صغيرة للشعب، ومقرًا للإقامة، مع قاعات مكشوفة بالساحة الخارجية، والجراج والأسوار المحيطة.

وسوف تسع الكاتدرائية في الطابقين حوالي عشرة آلاف شخص، هذا بجوار قاعة ومتحف للتاريخ والخدمات العامة والمخازن ودورات المياه والمصاعد.

بالحق هي هدية فريدة تمت بالإرادة السياسية للدولة مع الأموال المصرية والتصميمات المصرية والسواعد المصرية والرغبة الموجودة في مخاطبة كل المصريين بروح واحدة متساوية دون تمييز أو تعويق.

وكانت فرحتنا كبيرة بصلاة أول قداس ليلة عيد الميلاد المجيد لعام ٢٠١٨، أي في اليوبيل الذهبي (خمسون عامًا) على إنشاء كاتدرائية العباسية التي لم تعد هي الأكبر في الشرق الأوسط.

هذه الروح الطيبة التي لمسناها في السيد الرئيس وكافة المسئولين الذين شاركونا فرحة الافتتاح، رغم بعد المسافة عن وسط القاهرة ورغم برودة الجو مساءً وليلًا، إلا أنهم في محبتهم وفرحهم حضروا خصيصًا ليكونوا شهودًا على هذا الحدث الفريد والغير مسبوق في التاريخ المصري، والذي سيسجل صفحة بيضاء في تاريخ الوطن، ويقدم شهادة صادقة عن مصر وعن الوحدة الوطنية التي يعيشها أهل مصر من وئام وسلام وازدهار...

سيادة الرئيس…

إذ نشهد أعمالك وليس أقوالك فقط، وكافة الإنجازات التي لا تخطئها عين أي إنسان منصف يرى ما تم وما سوف يتم بنعمة الله. وإنْ حدثت بعض المعوقات في الطريق من مشكلات أو جرائم عنف أو إرهاب أو غير ذلك، لكننا نراك تعمل ليلًا نهارًا بإخلاص وأمانة وكلك أمل في مستقبل مشرق لكل أجيال المصريين.

نحن نعلم أن الحمل ثقيل للغاية، ولكن يد الله التي ترافق طريقك سوف تعينك وتساعدك لتكون موفقًا وناجحًا في كل شيء. ونحن إذ نصلي في كنائسنا "اذكر يا رب عبدك رئيس أرضنا" نرجو الله أن يبارك خطواتك، ويعوضك بالخير عن كل المشروعات التي تتم بتعليماتك وبالسواعد المصرية، ويمنح الجميع السلام والحكمة والمحبة لله وللوطن والإنسان.

البابا تواضروس الثاني

بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx