اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون11 يناير 2013 - 3 طوبه 1729 ش العدد 1و2

اخر عدد

الصبغة

11 يناير 2013 - 3 طوبه 1729 ش

عندما أعلن تلميذا الرب يسوع (يعقوب ويوحنا) له أنهما يريدان مكانة مُتميزة في ملكوته.. قال لهما الرب: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» (متى20: 22). فلم يفهم التلميذان عمق كلام المُخلِّص.. «فَقَالاَ لَهُ: "نَسْتَطِيعُ» (مرقس10: 39).

كانت كأس الرب التي يشربها هي الصليب بكل آلامه، أمّا الصبغة فكانت الموت. يا للهول!!! هل يقصد المُخلِّص أنني لا استطيع أن أتمتع بأمجاده ولا الجلوس معه في أبديته إلاَّ إذا صُلِبتُ ومتُّ بنفس ميتته؟! لقد قال السيد لهما: «أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ» (مرقس10: 39)، فلم يكن يقصد المُخلِّص حتمية أن يُصلب كل إنسان، أو أن يستشهد بطريقة حرفية ليخلُص.. ولكنه كان يقصد الترجمة العملية لصليبه وموته، فالكأس هي الإفخارستيا والصبغة هي المعمودية.

فعندما نشرب كأس الرب نشترك في مفاعيل موته وآلامه المُحيية.. «فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ» (كورنثوس الأولى11: 26).. وعندما نعتمد بالماء والروح نكون قد مُتنا وقُمنا معه.. «مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ» (كولوسي2: 12). فالمعمودية قبر وأم، موت وميلاد جديد، بل بالحري قيامة من موت.. «فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟» (رومية6: 4).

الإنسان المسيحي هو إنسان جديد في كل شيء، والحياة المسيحية هي حياة التجديد المستمر.. «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (كورنثوس الثانية5: 17). إذًا فالصبغة التي نحصل عليها في سر المعمودية المُقدَّسة هي بعينها الاشتراك في موت السيد المسيح وقيامته، والتمتع بقيمة وفائدة هذا الفداء العظيم.. والعكس صحيح فبدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يخلُص.. «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا3: 5).

لابد أن تموت مع المسيح لأنه قيل: «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!» (عبر9: 22) والموت هنا شيء بسيط وهو المعمودية. شكرا لك يا إلهي الصالح.. أنك مُتَّ عني ومنحتني أن أتمتع بمفاعيل موتك وحياتك بوسيلة سهلة مُتاحة وهى التغطيس في صبغة المعمودية


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx