اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة السادسة والأربعون26 يناير 2018 - 18 طوبه 1734 ش     العدد كـــ PDFالعدد 3-4

اخر عدد

مقاصد الله في سفر يونان

نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية

26 يناير 2018 - 18 طوبه 1734 ش

لقد قصد الله أن يعلن عن رغبته في خلاص الجميع وليس اليهود فقط، لذلك اختار نبيًا من اليهود ليكرز لنينوى الأممية كما جاء في (يون1:1، 2) «وصارَ قَوْلُ الرَّبِّ إلَى يونانَ بنِ أمِتّايَ قائلًا: قُمِ اذهَبْ إلَى نينَوَى المدينةِ العظيمَةِ ونادِ علَيها، لأنَّهُ قد صَعِدَ شَرُّهُمْ أمامي»، وأدرك يونان النبي أن خلاص الأمم يتعارض مع رغبة اليهود حسب معرفته عن النبوات. ويقول القديس جيروم: "يونان لم يتحمل الذهاب لنينوى فتخلص على حساب شعبه إسرائيل"... وفعلًا خشِيَ يونان من كرازته للأشوريين أعداء إسرائيل هلاكًا لشعبه فهرب إلى ترشيش (أي الاتجاه المضاد) حسب هواه وعكس مقاصد الله الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون لأنه محب البشر".

قصد الله أيضًا أن يكون يونان النبي رمزًا للسيد المسيح: وهنا نذكر قول السيد المسيح «لأنَّهُ كما كانَ يونانُ في بَطنِ الحوتِ ثَلاثَةَ أيّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ، هكذا يكونُ ابنُ الإنسانِ في قَلبِ الأرضِ ثَلاثَةَ أيّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ» (مت12: 40). والقديس جيروم يقول: "إن الرب أظهر غضبه حين كان يونان في السفينة وأظهر فرحه حين دخل يونان إلى الموت، وعَلَّلَ ذلك بأنه يُمثّل المسيح الذي أمات الموت بموته.. حقًا لقد ظهر يونان كضحية للموت لكن لم يستطع أن يحتمله في داخل الحوت أكثر من ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، بل قذفه إلى البر متحديًا الموت".

لقد أطاع يونان بأن يلقوه خارج السفينة ليهدأ البحر، كمثال للسيد المسيح الذي قَبِل أن يموت ليُحيي البشرية. بينما حفظ الله يونان حَيًّا داخل جوف الحوت رمزًا لحياة الرب يسوع داخل القبر بلاهوته. وكما كان الجميع موافقًا علي موت يونان هكذا طلب اليهود ورؤساؤهم صلب السيد المسيح بإجماع عام جعل الرومان يجلدونه ويصلبونه وهذا قصد إلهي.

واضح أن يظهر يونان النبي كرمز واضح لآلام الرب وقيامته، فكلاهما مخلص: إذ خَلَّصَ يونان أهل السفينة بإلقائه في البحر، وخَلَّصَ نينوى بكرازته بعد خروجه المعجزي من الحوت، وتاب أهل نينوى وآمنوا بالله. ولكن هناك فرق بين الرمز والمرموز إليه إذ خلاص المسيح للعالم كله خلاص أبدي. لقد كانت نينوى عظيمة جدًا كما وصفها الله إذ قدمت توبة جماعية لذلك قال الرب عنها: «جالُ نينَوَى سيَقومونَ في الدّينِ مع هذا الجيلِ ويَدينونَهُ، لأنَّهُمْ تابوا بمُناداةِ يونانَ، وهوذا أعظَمُ مِنْ يونانَ ههنا!» (مت12: 41). والقديس جيروم يقول: "هذه صورة رمزية لرفض اليهود للسيد المسيح".. لذلك هو موضوع إيماني يكشف عن ضرورة عمل الله الذي يقبل التوبة ويساعد أولاده وينجيهم من أيّة مخاطر، مثل الثلاثة فتية الذين أنقذهم من أتون النار، وكذلك عبور الشعب بقيادة موسى النبي وهارون رئيس الكهنة. وماذا نقول عن دانيال ووجوده في الجب وسط الأسود، فكيف لأسدٍ جائع ألّا يفترس إنسانًا جاء نحوه كضحية ومن الممكن أن يبتلعه.. حقًا إن يد الرب تنقذ وتحفظ بنيه المباركين. إنها مقاصد الله العجيبة التي تُرشد للإيمان به والاتكال عليه...



  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx