اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
السنة الحادية والأربعون11 يناير 2013 - 3 طوبه 1729 ش العدد 1و2

اخر عدد

الأعياد السيدية فى شهر طوبة

القمص مكسيموس وصفى

11 يناير 2013 - 3 طوبه 1729 ش

عيد الختان المجيد (6 طوبة):

«ولَمّا تمَّتْ ثَمانيَةُ أيّامٍ ليَختِنوا الصَّبيَّ سُمّيَ يَسوعَ ، كما تسَمَّى مِنَ الملاكِ قَبلَ أنْ حُبِلَ بهِ في البَطنِ» (لو2: 21). الختان علامة في الجسد لا تنحل أعطاه الله لإبراهيم ونسله، علامة عهد مقدس للتكريس لله (تك17: 10)، وتجدّد العهد مع موسى وصار من أهم الطقوس اليهودية (لا12: 3). فكان الختان يشير إلى المعمودية لذلك اختتن المسيح لكي يشق الطريق إلى المعمودية فيفصل بين عهد ختان الجسد بالناموس وعهد ختان القلب بمعمودية الروح (رو2: 29)، يختن الرب إلهك قلبك (تث30: 6). وكما كان الختان علامة البنوة لإبراهيم (يو8: 29) هكذا المعمودية علامة البنوة لله، وأيضًا يشير إليها أنها تتم مرة واحدة وعلامة لا تنحل، وفيها تقديس وتكريس النفس لذلك سُمّي فى الختان "يسوع" ومعناه المخلص، وقد نلنا اسم الخلاص اسم المسيح في المعمودية، وليتجنّب الإثم كل من يُسمّى باسم المسيح (2تيمو2: 19).

عيد الغطاس المجيد (11 طوبة):

يُسمّى عيد الأنوار، وعيد الظهور الإلهي (الإبيفانيا) ففيه ظهر الثالوث القدوس، الابن نزل إلى الماء والآب يشهد للابن: «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ» (مت3: 17)، والسموات انشقّت والروح مثل حمامة نازلاً عليه (مر1: 10). واحتفالاً بهذا العيد يُقام قداس الماء تذكارًا لعماد المسيح في الأردن من يوحنا، وفيه تُقرَأ الإشارات لمعمودية الخلاص بالماء، عبور البحر الأحمر، والمياه الحلوة في مارة (خر15)، والصخرة الروحية التي هي المسيح (1كو10: 4)، وعبور الأردن (يش3)، وصعيدة إيليا، وشفاء نعمان السرياني. وباحتفالنا بعماد المسيح نحتفل بتأسيس سر المعمودية الذى فيه خلاصنا، فقد نزل المسيح إلى الماء ليلتقي مع كل من يعتمد: «هو سيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ ونار» (مت3: 11)، فيصير بالمعمودية خليقة جديدة، مولودًا من الله (رو8: 16)، وينال بالمعمودية عربون القيامة «مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ ، الّتي فيها أُقِمتُمْ أيضًا معهُ» (كو2: 12).

عيد عرس قانا الجليل (13 طوبة):

نحتفل به تذكارًا لبداية الآيات التي صنعها يسوع (يو2: 1-11) وفيه أظهر لاهوته، وقد بدأ خدمته في احتفال عرس، فهو العريس الذى خطب لنفسه الكنيسة عروسًا: «هذا السِّرُّ عظيمٌ، ولكنني أنا أقولُ مِنْ نَحوِ المَسيحِ والكَنيسَةِ» (أف5: 32)، فمن أين يبدأ العريس خدمته إلاّ بوليمة عرس إعلانًا عن بشارة الخلاص والفرح والابتهاج؟ وهو ما يشير إليه مزمور باكر فى هذا اليوم: «الخمر يفرِّح الإنسان..عظمت أعمالك يا رب، كلَّ شيء بحكمة صنعتَ» (مز3: 1، 32). وتظهر كرامة العذراء ففي ثقة من استجابة المسيح طلبها تطلب المعجزة لأصحاب العرس، وفي حديثها للخدام دعوة تحثّ فيها قلوبنا لطاعة ابنها صانع المعجزات وتدعونا: «مَهما قالَ لكُمْ فافعَلوهُ» (يو2: 5). أما دعوة المسيح لنا فهى دعوة للشركة والفرح: «استَقوا الآن» (يو2: 8).

يسوع هو عريس البشرية (مت25: 6) جاء ليخطب جنسنا عروسًا له، والتي حينما رآها مطروحة عارية من البرّ (حز16: 5) أرسل إليها صديقه يوحنا يغسلها بماء التوبة، ثم جاء هو في الجسد مولودًا تحت الناموس (غلا4:4) واختتن (ختن= عريس)، ونزل إليها في الاردن وسط الخطاة ليغرق خطايانا معه، وفي قانا الجليل كشف أنه العريس فقدم خمر محبته لفرح العروس.

طقس عيد الغطاس المجيد

عيد الغطاس وهو عيد سيدي كبير، ويُحتَفَل به ليلاً، مثل عيد الميلاد والذي هو فجر عهد جديد، وعيد القيامة والتي تمّت فجرًا. وفي هذا العيد كان الناس يسهرون طوال الليل بجوار النهر قبل أن يتّجهوا للكنيسة عند الفجر للإفخارستيا، وهذا هو سبب أن اللقان هنا يتم قبل رفع بخور باكر، لأنه بديل واختصار لما كان يتم طوال الليل.

وقد أوصى الآباء الرسل: "فليكن عندكم جليلاً عيد الظهور الذي هو عيد الغطاس لأن الرب بدأ يُظهِر فيه لاهوته في المعمودية في الأردن من يوحنا، واعملوه في الحادي عشر من الشهر الخامس (طوبه) للمصريين (دسق 18)، وجاء كذلك: (ولا تشتغلوا في عيد الحميم...)، وإليه أشار كل من القديس يوحنا فم الذهب والقديس غريغوريوس الكبير والقديس إبيفانيوس.

بعد رفع بخور عشية يُقدَّم تمجيد للقديس يوحنا أمام أيقونته، ثم تسبحة نصف الليل، وبعدها يرتدي الآباء والشمامسة ملابس الخدمة ويتجهون إلى الخورس الثالث حيث اللقان (لأن اللقان كما قلنا كان طقس معمودية ويليق أن تتم بالملابس الكهنوتية)، وفي الكنائس القديمة وُجِد لقان منحوت في الأرض، ولا يجوز عمل اللقان في الخورس الأول لأن عمله في آخر الكنيسة هو وسيلة إيضاح وإشارة إلى ضرورة التطهّر قبل التقدّم للأسرار (المعمودية قبل الإفخارستيا)، وإن لم يكن هناك لقان في الأرض يوضع الماء العذب في فسقية فوق منضدة وحولها شمعدانان. وكانت العادة قديمًا أن يُضاف بعضٌ من ماء نهر الأردن في مياه اللقان، وبعد انتهائه يقوم الاب الكاهن برشم الشعب على جباههم (في حين يُرشَمون في اللقانيْن الآخريْن في أقدامهم لأن الخدمة مؤسّسة على غسل الأرجل).

وبعد ذلك يُرفَع بخور باكر وفيه تُرتَّل ذكصولوجية باكر بألحان "السبع طرائق" لتعبِّر الكنيسة عن تهلّلها بالحدث العظيم بكل الألحان والنغمات، ويُزفّ "الحمل" كما في عيد الميلاد وهنا أوقع لأنه يعيد إلى الأذهان إشارة يوحنا المعمدان إلى المسيح: «هوذا حَمَلُ اللهِ الّذي يَرفَعُ خَطيَّةَ العالَمِ!» (يو1: 29) وكأن الكنيسة تلفت انتباه الشعب إلى الحمل الذي سيُقدَّم الآن على المذبح، ولا تُتلى المزامير لأن أكثرها نبوات وهنا تتحقّق النبوات، وبالتالي يُقدّم الحمل مع لحن "إبؤرو" وليس كيرياليسون، وهناك واحدة من الهيتنيات ليوحنا المعمدان (بشفاعة نسيب عمانوئيل..) كما أن مرد الإبركسيس يذكر أن الذي عمّده يوحنا هو ابن الله (هذا هو ابني الحبيب..)، وعقب السنكسار يُقال لحن "أوران إنشوشو" (اسم فخر هو اسمك يا نسيب عمانوئيل..) ويشير إلى العظة الشهيرة للبابا ثيئودوسيوس عن يوحنا المعمدان، وفي لحن "آجيوس" – و يُقال فرايحي – يُضاف في كل مرة: "يا من اعتمد في الأردن ارحمنا". ويُكمَّل القداس كالعادة


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx