إلى صاحب القداسة والغبطة:
البابا بندكيت السادس عشر
بابا الكنيسة الكاثوليكية المُحبّة للمسيح
أبادلكم قبلة المحبة الأخوية في شخص ربنا يسوع المسيح، راجيًا لشخصكم المبارك سلام الروح وكامل صحة الجسد.
قد علمنا برغبتكم الشخصية في اعتزال مكانكم كأسقف للكنيسة الكاثوليكية، وقد تأثرنا قلبيًا لهذا القرار الغير متوقع. ولكننا في نفس الوقت نثق في شخصكم الحكيم وضميركم الصالح أمام الله، وكذلك اتضاعكم وغيرتكم على كنيسة الله المقدسة التي افتداها بدمه الكريم على خشبة الصليب المقدس. أنا واثق أن هذا القرار جاء بعد صلوات وأصوام وتضرعات قدمتموها من قلبكم الممتلئ بروح الله الذي أرشدكم بما تفعلون.
إن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تراكم قامة روحية عالية في اللاهوت والوحدة والشهادة للمسيح، واهتمامكم بالحوارات اللاهوتية التي تقرِّب ما بين الكنائس. لقد شعرنا بوضوح بقرب قداستكم من كنيستنا وروحانياتها، ولن ننسى أبدًا بيانات وردود أفعالكم لصالح الكنائس الشرقية في لحظات الألم العميق في تاريخنا الحديث.
إننا نصلى بالحقيقة من أجلكم لكي يمنحكم الرب يسوع المسيح الصحة والقوة والعمر المديد. كما نرفع قلوبنا بالصلاة متشفعين بوالدة الإله القديسة الطاهرة مريم العذراء وجميع القديسين لكي ما يقود روح الله القدوس الكنيسة الكاثوليكية في اختيار قيادتها الروحية الجديدة على نفس الدرب الذي سار عليه الآباء من أجل النصيب السماوي. له كل المجد والإكرام والسجود الآن وكل أوان وإلى انقضاء الدهر.
البابا تواضروس الثاني
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية