البابا شنودة معلم اللاهوت
مثلث الرحمات نيافة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى
08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش
كان مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث أسقفًا للتعليم قبل أن يصير بطريركًا. وكان قبل دخوله إلى الرهبنة تلميذًا للأرشيدياكون حبيب جرجس. ودرس في الكلية الإكليريكية واختاره حبيب جرجس مدير الكلية ليقوم بالتدريس فيها قبل تخرجه منها، أي وهو طالب، وذلك نظرًا لنبوغه وتفوقه، مثلما كان في دراسته بالجامعة.
كان قداسته دارسًا للكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، بصورة نادرة، حتى أطلق عليه علماء الكنيسة الإنجيلية في مصر لقب البابا الإنجيلى؛ وذلك لكثرة إعتماده في الشرح والتعليم على نصوص الكتاب المقدس التي كان يحفظها بشواهدها.
وبالرغم من أن البابا شنوده قد أنشأ مدرسةً لاهوتية في الأجيال التى عاشها وخدم فيها؛ إلا أن تعليمه كان يمتاز بالبساطة والوضوح حتى كان يجتذب الكثيرين للاستماع إليه. وتحولت محاضرته في اللاهوت الروحى في الكلية الإكليريكية وهو أسقف للتعليم إلى إجتماع يحضره كثير من الخدام والخادمات وسائر أفراد الشعب. واستمر هذا الاجتماع بعد سيامته بطريركًا، وكان يتم في مساء الجمعة، ثم تحوّل إلى مساء الأربعاء في مرحلة تالية. وكان يحرص على إجابة الأسئلة حتى أنه أصدر عدة أجزاء من كتابه المشهور "سنوات مع أسئلة الناس".
كان لقداسته عظات ومؤلفات كثيرة في شرح الكتاب المقدس؛ حتى الأسفار التى يصعب الخوض فيها؛ كسفر الرؤيا، وسفر نشيد الأنشاد. إلى جوار تأملاته وتفاسيره لسفر المزامير، والموعظة على الجبل وكلمات المسيح على الصليب.
وقام قداسته بالرد على كثير من البدع والهرطقات: مثل بدعة شهود يهوه، وبدعة الأدفنتست، وبدعة الخلاص في لحظة، وبدع الأوريجانية، وبدعة تأليه الإنسان، وبدعة إنكار الكفارة في الفداء. كما أصدر كتابه المشهور عن "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسى" الذي شرح فيه خطورة استخدام الآية الواحدة في فهم العقيدة وفي تفسير الكتاب المقدس.
وقام قداسته بتدريس مواد اللاهوت النظري، واللاهوت العقائدي، واللاهوت المقارن، واللاهوت الروحي، واللاهوت الرعوي، والكتاب المقدس وقوانين الكنيسة... وأصدر كتابه المشهور عن "اللاهوت المقارن"، وكتابًا عن "بدعة المطهر"، وكتابًا عن "طبيعة المسيح"، وكتابًا عالج فيه عقيدة انبثاق الروح القدس، وكتابًا عن لاهوت المسيح.
وقد منحت جامعة بون في ألمانيا قداسة البابا شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرًا للصيغة الخاصة بتجسد الكلمة التي كتبها وهو أسقف للتعليم في الحوار اللاهوتي غير الرسمي الذي نظمته مؤسسة "برو أورينتا" في فيينا بالنمسا في سبتمبر 1971. وهي الصيغة التي وافق عليها اللاهوتيون. وكان مهرجانًا لتكريم البابا شنوده معلّم اللاهوت الذي لن ينساه التاريخ على مدى الأزمان