الأب والراعى
نيافة الانبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة الأمريكية
08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش
يقول المزمور: «فليرفعوه في كنيسة شعبه وليباركوه على منابر الشيوخ لأنه جعل الأبوة مثل الخراف»، ويقصد أن الأبوة والرعاية لاينفصلان في الراعي الحقيقي. وقد رأينا هذا بوضوح في إبينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث الأب والراعي.
فكما يرعى الراعي خرافه في المراعي الخضراء هكذا أشبعنا قداسته من التعاليم الروحية التى تغذّينا عليها، وكان عصره بحق هو عصر التعليم والمعرفة. ليس فقط المعرفة الأكاديمية، ولكن كانت كلماته تخرج ممسوحة بروح الله فتنخس القلب وتحركه نحو حب الله، ولذا لا نتعجب إذ رأينا العديد من تلاميذه كرسوا حياتهم بالتمام لحياة التأمل أو حياة الخدمة.
وكما يبحث الراعي عن الخروف الضال اهتم قداسته بالبحث عن كل نفس لذا قام بسيامة العديد من الأساقفة والكهنة، وقسّم الإيبارشيات حتى تكون الرعاية مركّزة، وسافر بنفسه إلى كل أنحاء العالم، وأسّس كنائس في قارات العالم الست، واهتم بالشباب وأسّس لهم أسقفية خاصة، واهتم بالكرازة وصار من أعضاء مجمعنا المقدس أساقفة غير مصريين؛ وهكذا أستطيع أن أقول أن قداسته استطاع أن يصل إلى كل نفس ليقودها إلى التوبة وحياة الكمال.
إبي الحبيب إن الكلمات مهما كثرت لن توفيك حقك، فاذكرنا أمام الله دائمًا.