قداسة البابا المحبوب شنودة الثالث
القمص أنسطاسى الصموئيلى
08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش
بنعمة ربنا يسوع المسيح أخذت بركة معرفته لأول مرة سنة 1959م حينما ذهبت إلى دير السريان مع أحد الأحباء، ولم نكن نعرف طريق دير السريان، فذهبنا إلى دير السريان سيراً على الأقدام، و تعبنا بعض الشئ، وكانت أحياناً الأرض تهتز تحت أرجلنا حتى وصلنا الدير، ولما عرف أبونا أنطونيوس السريانى ذلك، أحضر لنا ماءً دافئاً بالملح وأخذ يغسل أرجلنا بمحبة واهتمام عجيب، مما أثر فينا جداً، محبته وتواضعه فأحببته وارتبطت بقداسته جداً وكلمنى عن الرهبنة وأصبحت أكتب لقداسته ويرد بخطابات روحية قوية أحتفظ بها حتى الآن.
وبنعمة ربنا بعد الإنتهاء من الدراسة وتأدية الخدمة العسكرية، أخذت بركة الرهبنة على يد نيافته سنة 1964م ونيافة المتنيح الأنبا ثيؤفيلس رئيس الدير وأعطانى هذا الاسم، وكان قبلها كتب قصة أبونا أنسطاسى في مجلة الكرازة.
وبعد الرهبنة عرفت قداسته أكثر بكثير، حياته المملوءة حُباً في السيد المسيح وكان مشجعاً جداً على الرهبنة، وكان مُحباً للآباء القديسين، وكان مسئولاً عن المكتبة ويشجع على الاستفادة منها جداً ويرشد عن المخطوطات والكتب التي نقرأها كلٍ في وقته.
وبنعمة ربنا سنة 1970م إختارنى وقداسة البابا كيرلس السادس لكى أكون مشرفاً روحياً للكلية الإكليريكية.. وبنعمة ربنا عندما أصبح بطريركاً اختارنى سكرتيراً مع نيافة الأنبا باخوميوس والمتنيح الأنبا يوأنس ونيافة الأنبا رويس ونيافة الأنبا ميصائيل. وكان قداسته يخدم الكنيسة نهاراً وليلاً، وكنا نحن الخمسة نشكو من المجهود وهو لا يعرف معنى للتعب، وتعلمنا منه تقدير المسئولية واحتمال التعب بطول أناة، وغالباً لم تكن الابتسامة تفارقه، وكان يُعطى سلاماً للآخرين، وكان مُحباً جداً للأطفال، ومحباً للأخوة الفقراء والمحتاجين، وكان مُحباً للكلية الإكليريكية والتعليم، وأسس إيبارشيات جديدة لفائدة الخدمة، واهتم بالخدمة أيضاً في اثيوبيا واريتريا وبلاد المهجر...
البابا شنودة الثالث معلم الأجيال