البابا شنودة حامل الصليب
القمص رويس مرقس
08 مارس 2013 - 29 أمشير 1729 ش
عرفناه واعظا قديرًا حصل على أعلى الشهادات لما تميز به وبشهادة الجميع ولكني سألت نفسي سؤالاً لماذا هو قدير في الوعظ؟
وجاءتني الإجابة ليس أنه واعظ مشهور أو خطيب مفوه أو متكلم بارع في علم الكلام وانما لأنه قبل أن يعظ أو يتكلم يعيش هذه العظة فحياته عظة لكل الأجيال. وحينما كان يتكلم عن الصليب كان يتكلم كأحد حامليه فحمله بشكر دون تذمر أو شكوى حمله في حب وصبر وطول أناه حمله في سرور وفرح وثبات واتضاع.
فقد حمل صليب الخدمة بأمانة حيث لم تكن نفسه ثمينة عنده حتى يتمم سعيه بفرح والخدمة التي ائتمنه الرب عليها وانطبق عليه في كرازته في كل المسكونة ما قيل عن القديس بولس الرسول في 2كو23:11-31 من اسفار واخطار واخوة كذبة واسهار وجوع وعطش وصوم وكما قال القديس بولس الرسول عدا ما هو دون ذلك التراكم علىَّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس في داخل مصر وخارجها وكيف صار اسم الكنيسة الآن في جميع أنحاء العالم كل هذه الكنائس كان يحملها قداسة البابا في قلبه وفكره كنيسة كنيسة وكاهن كاهن ومجالس الكنائس وكيف كان ينظمها ويرتبها ويديرها.
وحمل صليب النسك واماته الجسد فالراهب القس أنطونيوس السرياني لم يتغير حينما صار اسقفًا أو بطريركًا بل ظل راهبًا ناسكًا في مأكله ومشربه وحياته النسكية ورأيناه في اسبوع الآلام حينما ينتهى من البسخة المسائية يفطر على قليل من الدُقة. ورأه الجميع حينما كان يُدعى إلي مأدُبة في أحسن الفنادق وأغلاها لم يأكل إلا القليل جدًا حمل في جسده اماتة يسوع فصار جسده معطرًا بصليب النسك والتقشف.
وأيضًا حمل صليب الحفاظ على الايمان من الأفكار الدخيلة وحفظ الإيمان بدون زيادة أو نقصان مثل البابا أثناسيوس الرسولي وكان كأسد أمام هؤلاء المبتدعين يُعلمهم أولاً ويدحض فكرهم بالفكر المستقيم ويرد على ما يقولونه بتعاليم أرثوذكسية صحيحة كمال قال القديس بولس الرسول في تيطس 13:1 "وبخهم بصرامة لكي يكونوا في الايمان".
وتوج بصليب المرض إذ قدم جسده ذبيحة حية مرضية أمام الله فعانى طول حياته من عموده الفقري ولازمته هذه الشوكة الجسدية حتى مماته ثم هاجمه المرض وابتدأ يغسل الكلى في آخر سنوات عمره وحينما كنت تراه ترى إنسانًا شاكرًا مبتسمًا يداعب المرضى ويخفف عنهم وهو المريض فكان يشعر بآلامهم ويصلي من أجلهم ويعطيهم ما يحتاجونه من مساعدة. ويكفي في حمله لهذا الصليب ان يُمنع من الأطباء والمحبين بعدم النزول ولكنه أصر على ملاقاة شعبه في آخر محاضرة حقًا انه حامل الصليب الذي لا يكل ولا يمل بل يعمل للمنتهى.
وحمل صليب التمسك بالمبدأ وتعليم الإنجيل وكيف وقف أمام العالم كله يصرخ ويقول "لاتوجد قوة على الأرض تستطيع ان تجعلنا نخالف تعاليم إنجيلنا"
وكيف تحمل صلبان أخرى كثيرة في سبيل هذا فتحمل الشتائم والأهانات والنفي (التحفظ في الدير) وكان فرحًا ولم تعرف الكراهية والبغضة والرغبة في الأنتقام طريقًا إليه بل كان يردد مع القديس بولس لاتجازوا أحدًا عن شر بشر... أغلب الشر بالخير رو17:12-21.
وكان كل ما يعمله أن يصلي من أجل شعبه المضطهد ويبكي لشهدائه ويستأنف احكامهم لدي الله وليس البشر. وتوج بصليب المرض: أنه مثال حي لحامل أمين للصليب..،
قداسة البابا شنودة يرأس صلاة جناز أحد أبنائه
قداسة البابا شنوده يصلي أمام جسد القديس العظيم الأنبا بيشوى
قداسة البابا شنوده أثناء عمل الميرون فى دير الأنبا بيشوى